مز 4:1 لكنهم كالعصافة التي تُذريها الريح

 

“لَيْسَ كَذلِكَ الأَشْرَارُ، لكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ.”(مز 4:1)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

يُذكر الأشرار هنا من قبيل التعليم من النقيض. بدون فهم السقوط من الصعب جدًا أن نقدّر الصلاح في ذاته، لذلك يجب أن نراه من خلال الحديث عن الشر[76].

الأشرار – على النقيض تمامًا – يشبهون “العصافة” التي تحملها الريح الحفيفة [3-4]، بتحريكها من المكان يصير الموضع نظيفًا مما لا نفع له (العصافة). هكذا يهلك طريق الشرير، وتكون حياته بلا معنى وليست بذات قيمة، فإن الحياة الخارج الله هي فراغ مجرد أشبه بالعصافة.

كثيرًا ما يُستخدم تشبيه تذرية القش (العصافة) في حكم الله (هو 13: 3؛ صف 2: 2؛ إش 29: 5؛ مز 35: 5؛ مت 3: 12)[77].

v كما تتعرض العصافة لتلعب بها الريح، فتُحمل بسهولة إلى مسافات طويلة، هكذا ينساق الخاطئ أمام كل تجربة. بينما يكون في صراح مع نفسه ويحمل حربًا في داخله أي سلام يترجاه وهو يُسلم (للتجربة) داخل بيته، حاملاً ضميرًا عدوًا له؟! ليس كذلك البار[78]!

القديس يوحنا الذهبي الفم

يليق بنا أن نميز بين الشرير المصّر على ارتكاب الشر، والخاطي الذي يسقط في خطايا لكنه يُجاهد، متكلاً على مخلصه، طالبًا عمل النعمة الإلهية فيه. يقول القديس أغسطينوس: [كل شرير هو خاطئ، ولكن ليس كل خاطئ شريرًا].

 

فاصل

تفسير الأب متى المسكين

4 – « ليس كذلك الأشرار ، لكنهم كالعصافة التي تُذريها الريح»:

في مقارنة واضحة للرجل الطوباي الذي ضرب جذوره في أعماق النعمة وأثمر ظاهراً، أعطى المزمور الأشرار صفة العصافة التي تذريها الريح في أرض الأجران لا قيمة لها ولا فيها . تجرها الريح في كل مسار عند أول نسمة. هذه البعثرة للعصافة هي الصفة الدائمة في العهد القديم لما يلاقيه الشرير من خراب عاجل مفاجئ:
+ « ليكونوا مثل العصافة قدام الريح ، وملاك الرب داحرهم.» ( مز 5:35)
+« أو يكونون كالتبن قدام الريح و كالعصافة التي تسرقها الزوبعة.» ( أي 18:21)
+ «ويصير جمهور أعدائك كالغبار الدقيق ، وجمهور العتاة كالعصافة المارة ، ويكون ذلك في لحظة بغتة.» ( اش 5:29)
+ « لذلك يكونون كسحاب الصبح وكالندى الماضي باكراً. كعصافة تخطف من البيدر و کدخان من الكوة.» ( هو 3:13)

وهكذا تكون صفاتهم، وهكذا يكون نصيبهم . لهذا يلاحظ الرجل اللبيب أن موضع الجرن يكون دائماً مرتفعاً عن بقية الأرض لينتفع من نفخ الريح لكي بالتدرية ينفصل القمح عن التبن ، فالقمح يقع على الأرض راسخاً فيُجمع باحتراس وتترك العصافة ليجرها الريح وتختفي من على وجه الأرض . هو إبداع في التوصيف :
+ « نزعاً أنزع الكل عن وجه الأرض يقول الرب . أنزع الإنسان والحيوان . أنزع طيور السماء وسمك البحر والمعاثر مع الأشرار . وأقطع الإنسان عن وجه الأرض يقول الرب . » ( صف 1: 2و3)

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (4): “ليس كذلك الأشرار لكنهم كالعصافة التي تذريها الريح.”

العصافة= هذا وصف الأشرار، فهم عكس الأبرار، لا يستمتعون بالمياه الجارية فورق الشجرة يذبل ويصير عصافة تحمله الريح الخفيفة أي التجارب البسيطة التي ينساق وراءها الشرير= التي تذريها الريح. تصير حياتهم بلا معني فهم كعصافة حملتها الريح.

فاصل

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى