مت1: 19 فيوسف رجلها إذ كان بارًا، ولم يشأ أن يشهرها، أراد تخليتها سرًا
“فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا.” (مت1: 19)
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
5. حلم يوسف 19-24
“فيوسف رجلها إذ كان بارًا ولم يشأ أن يشهرها،
أراد تخليتها سرًا” [19].
كانت علامات الحمل قد بدأت تظهر على القدّيسة مريم، الأمر الذي كان كافيًا لإثارة الغضب، بل وتعطيه الشريعة حق تقديمها للكهنة لمعاقبتها بالرجم، لكنّه إذ كان بارًا، وقد لمس في القدّيسة عفّتها وطهارتها ارتبك للغاية. في حنو ولطف لم يفتح الأمر مع أحد حتى مع القدّيسة نفسها، ولا فكّر في طردها وإنما “أراد تخليتها سرًا” أيضًا تطليقها. فنحن نعرف أن الخطبة في الطقس اليهودي تعطي ذات الحقوق والالتزامات الخاصة بالزواج فيما عدا العلاقة الزوجيّة الجسديّة. هذا هو السبب لدعوة الملاك إيّاها “امرأتك” [20]، الأمر الذي سبق لنا دراسته[62].
يُعلّق القديس يعقوب السروجي على هذا التصرّف النبيل من جانب القدّيس يوسف، قائلًا:
[نظر الشيخ إلى بطنها، تلك المخطوبة له، وتعجّب الصِدّيق!
رأى صبيّة خجولة عاقلة، فبقى داهشًا في عقله!
شكلها متواضع، وبطنها مملوءة، فتحيّر ماذا يصنع؟!
منظرها طاهر، ورؤيتها هادئة، والذي في بطنها يتحرّك!
طاهرة بجسدها، وحبلها ظاهر، فتعجّب من عفّتها والمجد الذي لها، وبسبب حبلها كان غاضبًا…
كان البار حزين القلب على حبل العذراء النقيّة، وأراد أن يسألها فاستحى… وفكّر أن يطلّقها سرًا[63].]
ربّما يتساءل البعض، وهل من ضرورة لتخليتها سرًا؟ يجيب القديس جيروم بأن العلامات كانت واضحة، فإن لم يتخلَ عنها يُحسب مذنبًا حسب الشريعة، فإنه ليس فقط من يرتكب الخطيّة يتحمّل وزرها، وإنما من يشاهدها ولا يتخذ موقفًا منها[64].
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (19): “فيوسف رجلها إذ كان بارًا، ولم يشأ أن يشهرها، أراد تخليتها سرًا.”
ظهرت علامات الحمل على العذراء فكان أمام يوسف أحد اختيارين:
1) أن يحاكمها أمام الشيوخ فترجم حسب الشريعة.
2) يطلقها أمام شهود بدون علة حتى لا يشهرها (تث1:24) وهذا ما انتواه يوسف. وهو كان يجب عليه أن يتخذ أي قرار من الاثنين، فالساكت على الخطية كأنه قد اشترك فيها. وهو فضل استخدام الرحمة عن العدل.