مر 34:15 …الهي الهي لماذا تركتني
“وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً:«إِلُوِي، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ “(مر 34:15)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً:
ألوي ألوي لما شبقتني،
الذي تفسيره: إلهي إلهي لماذا تركتني.
فقال قوم من الحاضرين لما سمعوا:
هوذا ينادي إيليا.
فركض واحد وملأ إسفنجة خلاً،
وجعلها على قصبة وسقاه، قائلاً:
اتركوا، لنَرَ هل يأتي إيليا لينزله.
فصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح” [34-37].
بحسب الجسد كان السيد المسيح قد أُنهمك تمامًا، ولم يكن ممكنًا في ذلك الوقت أن يصرخ هكذا، لكنه صرخ ليُعلن أنه ما يتم الآن بين أيديهم ليس عن ضعف، بل تحقيقًا لعمله الإلهي الذي سبق فأعلنه بأنبيائه.
جاءت الكلمات “إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟” لا تحمل لهجة اليأس كما قد يظن البعض فإن الابن لن ينفصل قط عن الآب، إنما أراد أن يبرز بشاعة الخطية التي حملها على كتفيه نيابة عنا، فجعلته كمن يسقط تحت الغضب وهو الابن المحبوب لديه.
بهذه الصرخة أيضًا يذكرهم بالمزمور الثاني والعشرين بكونها افتتاحيته، وقد جاء المزمور يصف أحداث الصلب. إنه بهذه الصرخة يقدم انذرًا أخيرًا لليهود كي يعيدوا النظر فيما يفعلون قبيل تسليم روحه، لعلهم يدركوا أنه المسيا محقق النبوات فيرجعون.
أما ظنهم أنه يطلب إيليا، فقد ارتبط شخص إيليا النبي بالمسيح كسابق له يهيئ له الطريق، ولأن اليهود كانوا يرون في إيليا المعين في السماء يشفع في المتضايقين والمظلومين، فهو يطلب شفاعته!
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية(34): “وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلًا الوي الوي لما شبقتني الذي تفسيره الهي الهي لماذا تركتني.”
إلهي إلهي لماذا تركتني = لن نستطيع فهم هذه العبارة تمامًا، كما لن نستطيع فهم آلام المسيح تمامًا ولكننا نقف صامتين أمام عظمة كفارة المسيح.
آية(37): “فصرخ يسوع بصوت عظيم واسلم الروح.”
وأسلم الروح= موته لم يكن بأسباب طبيعية بل بسلطانه أسلم روحه لذلك لم يقل أيٌ من البشيرين أنه مات بل هو أسلم الروح طواعية. والمسيح بعد أن أسلم الروح نزل إلى الجحيم يكرز لهم ويخرج من مات على الرجاء من أباء العهد القديم (1بط19:3+أف9:4،10).