نش 13:6 ارجعي ارجعي يا شولميث

 

 اِرْجِعِي، ٱرْجِعِي يَا شُولَمِّيثُ. ٱرْجِعِي، ٱرْجِعِي فَنَنْظُرَ إِلَيْكِ.
مَاذَا تَرَوْنَ فِي شُولَمِّيثَ،
مِثْلَ رَقْصِ صَفَّيْنِ؟ (نش 13:6)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

في هذا الجو المملوء جهادًا مع فرح وتسبيح يُنادي العريس عروسه قائلًا:

“اِرْجِعِي ارْجِعِي يَا شُولَمِّيثُ. 

ارْجِعِي ارْجِعِي فَنَنْظُرَ إِلَيْكِ.” [١٣].

لقد دعاها “شولميث” وهو مؤنث “شالم أو سالم أو سليمان”، وكأن السيد المسيح الذي هو سليمان الحقيقي، يُناديها بلقبه هو. لقد حملت شخصه في داخلها، وسمائها في سلوكها، ودعي اسمه عليها.

إنه ينظر إليها وهي في حالة الحرب ويدعوها ” شولميث” أي الحاملة السلام! أما سرّ سلامها فهو رجوعها المستمر إليه… وأن الثالوث القدوس ينظر إليها ويهتم بها ولا ينساها… “ارْجِعِي ارْجِعِي فَنَنْظُرَ إِلَيْكِ”.

يعود فيتطلع إلى الذين حوله قائلًا:

مَاذَا تَرَوْنَ فِي شُولَمِّيثَ؟! 

مثل انتظام صفوف في معسكر[170] (مِثْلَ رَقْصِ صَفَّيْنِ)” [١٣].

يعتز السيد المسيح بكنيسته أو بالنفس التي هي عضو في كنيسته، إذ يراها وهي تحمل في داخلها السلام قد صارت كصفوف جنود منتظمة للحرب الروحية!

وبحسب النص العبري يراها “مِثْلَ رَقْصِ صَفَّيْنِ”، كلمة “صفان” تعني “جيشان”. وكأن الرب يعلن أن كنيسته قد حملت رقصات الجيشين علامة الغلبة والانتصار. هذا يذكرنا برقصات الفرح التي قامت بها مريم النبية أخت هرون مع بقية النساء، وهن يسبحن الرب الذي أنقذهن من فرعون وجيشه (خر ١٥: ٢٠). وأيضًا عندما قتل داود النبي جليات الجبار خرجت النساء من جميع المدن بالغناء والرقص (١ صم ١٨: ٦).

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (13): “ارجعي ارجعي يا شولميث ارجعي ارجعي فننظر إليك ماذا ترون في شولميث مثل رقص صفين.”
رحلة جهاد العروس هي رحلة رجوع دائم إلى الله. قد تنجذب للأرضيات فتسمع حالاً صوت عريسها إرجعي إرجعي. يا شولميث= لقد أعطاها العريس اسمه فشولميث هو مؤنث شالم أو سليمان. فالعروس حملت شخص عريسها المسيح في داخلها. وسر فرحة المسيح بها هي أنها في حالة رجوع دائم إليه ومهما سقطت ترجع “الصديق يسقط في اليوم سبع مرات ويقوم”. فننظر إليك= هنا الثالوث يتكلم بفرح عنها، وهي أيضاً في عودتها ورجوعها تفرح وكأنها ترقص= مثل رقص صفين= رقص داود أمام تابوت العهد ورقصت مريم بعد عبور البحر الأحمر وحصولهم على الحرية. وقوله مثل رقص أي فرح داخلي لا يُعبَّر عنه، هذا هو عمل التوبة في النفس. وقوله صفين، أي جيشين ووردت الكلمة الأصلية “محنايم” (تك1:32،2). فيعقوب أطلق على المكان محنايم لأنه كان هناك جيشين “الجيش الأول هو أسرته” “والجيش الثاني كان الملائكة” والمسيح ينظر بفرح لجيشين “الأول هو الكنيسة المحاربة المجاهدة على الأرض” “والثاني هو الكنيسة المنتصرة في السماء بالإضافة للملائكة السمائيين”. والمسيح ينظر بفرح لتسبيح كل هؤلاء تعبيراً عن فرحهم الداخلي. وهذا التسبيح مرهب جداً للشياطين كأن جيشين يحاربانهم.
والكنيسة تردد تسبحة الساعة الثانية عشرة يوم الجمعة العظيمة كجيشين أحدهما في الهيكل (الشمامسة ويمثلون السماء) والآخر في صحن الكنيسة (ويمثل الكنيسة على الأرض) الكل يسبح الله.

فاصل

زر الذهاب إلى الأعلى