1كو 18:1 فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة واما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله

 

فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ،

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

“فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلَّصين فهي قوة الله . لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء . أين الحكيم أين الكاتب أين مباحث هذا الدهر ألم يجهل الله حكمة هذا العالم” ( ع ۱۸ -۲۰)

إن الصليب كان يُستهزئ به من اليونانيين لمقاومته لحكمتهم ولا تتعجبوا من أن قوة الصليب لا تُعرف عند الهالكين إذ يعادی باغضوها الأدوية الخلاصية.

ماذا تقول يا إنسان لأجلك صار المسيح إنساناً ، أخذ صورة العبد وصُلب وقام ، فمن الواجب إذ قد قام أن تسجد له لأن الذي صنعه من أجلك لم يصنعه أبوك أو صديقك وهذه جميعها صنعها من أجلك أنت العدو والمقاوم ، إنه ليس بمستعجب هذا ، لأن من خاصية الهالكين ألا يعرفوا ما يأتي بهم إلى الخلاص ، فلا تضطربوا إذاً لأنه ليس بأمر غريب أن يستهزئ بالأشياء العظيمة من قبل المذهولين.

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

“فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة،

وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة اللَّه” [18].

يُعلن التعليم بالصليب عن خلاص العالم الذي دمرته الخطية. فالذين يهتمون بالفلسفات البشرية دون خلاصهم يجدونه غباوة، يرون في المسيح أنه من الناصرة، كان فقيرًا بلا بيت يستقر فيه، وأن أصدقاءه قليلون، ليس له مركز اجتماعي أو ديني عظيم، لم يقدم أفكارًا فلسفية للحوار العقلي، مرفوض من خاصته، وفي ضعف رُفع على خشبة الصليب. سقط تحت العقوبة التي تحل بالعبيد، وكان عاجزًا عن أن يخلص نفسه من عار الصليب. هذا كله لأنهم لم يصدقوا قيامته. وأما الذين يهتمون بخلاصهم فيجدونه قوة اللَّه.

v لا تُعرف قوة الصليب بواسطة الهالكين، لأنهم بلا تعقل يعملون كمجانين، يشتكون من الأدوية التي تجلب الخلاص ويرفضونها.

v لاحظ الآن عندما أقول “صُلب” يقول اليوناني “وهل يُعقل ذلك؟” ذاك الذي لم يجد عونًا أثناء الصليب وعانى من حكمٍ مرٍ في لحظات الصليب، كيف يقوم بعد ذلك ويُعين الآخرين؟… حقًا يا إنسان إن هذا الأمر بالحقيقة يفوق العقل. قوة الصليب لا يُنطق بها. فإنه إذ كان بالفعل وسط الأهوال يُظهر نفسه فوق كل الأهوال. وبكونه في قبضة العدو يغلب العدو، هذا يتحقق بالقوة غير المحدودة.

v لم ينزل من الصليب، ليس عجزًا منه، ولكن لأنه لم يرد ذلك… ذاك الذي يحجم طغيان الموت كيف يمكن لمسامير الصليب أن تحده؟ هذه الأمور المعروفة لنا لم يعرفها بعد غير المؤمنين.

v هكذا يبدو الصليب موضوع مقاومة، ومع ذلك فهو أعظم من أن يُقاوم، إذ يجتذب (المقاومين).

v يتحدثون عن الصليب كجهالةٍ وضعفٍ. حقيقة الأمر ليس هكذا، بل هذا هو رأي الآخرين. فإنه إذ يعجز الفلاسفة عن أن يدركوه بالطرق العقلانية يبدو لهم ما هو سامٍ للغاية جهالة.

v أي شيء لم يقدمه الصليب؟ تعليم خلود النفس، وما يخص قيامة الجسد، والازدراء بالزمنيات، والاشتياق إلى الأخرويات. حقًا إنه يجعل من البشر ملائكة، ويمارس الكل في كل موضعٍ بذل الذات، ويظهرون لك أنواع الاحتمال.

v أما تعرف كيف أصلح الصليب أخطاء كثيرة؟ ألم يحطم الموت، ويمسحُ الخطية، وينهى قوة الشيطان، وُيشبع كيان جسدنا الصالح؟ألم يصلح العالم كله، ومع هذا لا تثق أنت فيه؟

v من يخبر عن أعمال الرب القديرة؟ (مز2:105) من الموت صرنا خالدين، هل فهمتم النصرة والطريق التي بلغتها؟ تعلموا كيف اُقتنيت هذه الغلبة بدون تعب وعرق. لم تتلطخ أسلحتنا بالدماء ولا وقفنا في خط المعركة، ولا جُرحنا، ولا رأينا المعركة لكننا اقتنينا المعركة. الجهاد هو مسيحنا، وإكليل النصرة هو لنا.

ما دامت النصرة هي لنا، إذن يليق بنا كجنود أن نرتل اليوم بأصوات مفرحة بتسابيح الغلبة. لنسبح سيدنا قائلين: “قد أُبتلع الموت إلى غلبة. أين غلبتك يا موت أين شوكتك يا هاوية؟” (1كو54:15-55).

القديس يوحنا الذهبي الفم 

v بفعله هذا (الصلب) يظهر اللَّه أن الأعمال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات.

أمبروسياستر

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

كلمة الصليب = الكرازة بالخلاص الذي تحقق بالصليب. عند الهالكين = لا يوجد من دُعِىَ للهلاك ولكن الهالكين هم من ازدروا بالصليب واعتبروه جهالة. فهي قوة الله = قوة الله العاملة فينا للخلاص بالصليب موضوع كرازتنا، فالكرازة كانت بقوة إلهية أقنعت الناس، بل وغيرت حياتهم بقوة من مسار الهلاك إلى مسار الخلاص. فالمسيحية تمتاز بما فيها من فاعلية وقوة وتأثير على حياة الذين يعتنقونها، فهي ليست إقناع فقط بل قوة تغيير من حياة الخطية إلى حياة مقدسة. ومن يعيش هذه الحياة المقدسة يخلص. لذلك فمن يرفض المسيحية يرفض قوة التغيير فيهلك. ولاحظ أن الرسول يضع في مقابل كلمة الجهالة ليس كلمة الحكمة بل كلمة القوة قوة الله. فالمسيحية ليست حواراً عقلياً بل قوة إلهية للتغيير.

فاصل

زر الذهاب إلى الأعلى