رو1: 2 الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة

الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ،“(رو1: 2)

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

فالأنبياء لم يتكلموا فقط، لكن سجلوا هذا الذي تكلموا به، ولم يكتبوا فقط، بل أعلنوه بأعمالهم، مثلما فعل إبراهيم، عندما قاد اسحق للذبح، ومثلما رفع موسى الحية في البرية ورفع يديه في مقابل عماليق، وذبح خروف الفصح.

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

إن كان الرسول يلتزم بصد حركة التهوّد المُعطلة لإنجيل الله وسط الأمم، فقد أراد أن يؤكد لليهود المتنصرين أنه لا يحمل أفكارًا غنوصية كتلك التي حملها البعض والتي ظهرت بالأكثر في مرقيون فيما بعد في القرن الثاني، حيث تجاهل العهد القديم، بل واستخف به. لقد أراد الرسول أن يُبرىء نفسه من هذه الأفكار الخاطئة، فأعلن أن “إنجيل الله الذي أُفرز له ليس إلا تحقيقًا لخطة الله الخلاصية القديمة التي يمثل العهد القديم جزءًا منها، إذ يقول: “الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة” [2]؛ فما يكرز به إنما هو شهوة رجال وأنبياء العهد القديم وتحقيق لنبواتهم المقدسة.

إن كان محور إنجيله هو “المسيح ابن الله”، فإن هذا القدوس هو أيضًا مركز خدمة رجال العهد القديم، عنه تنبأ الأنبياء، وبه جاءنا الوعد في الكتب المقدسة (العهد القديم). أو ربما أراد أن يؤكد لهم أنه لن ينسى أن منهم جاء الأنبياء، ولهم قد سُلمت الشريعة والكتب المقدسة التي هيأت الطريق للمسيًا المخلص.

يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم هكذا: [إذ يريدا أن يصنع أعمالاً عظيمة علانية يسبق فيُعلن عنها زمانًا طويلاً ليُهييء مسامع البشر لقبولها عندما تتحقق. يقول “في الكتب المقدسة“، لأن الأنبياء لم يتكلموا فقط وإنما كتبوا ما نطقوا به، بل وقدموا ظلالاً لها خلال الأعمال مثل إبراهيم الذي رفع اسحق، وموسى الذي رفع الحيّة، وبسط يديه ضد عماليق، وقدم خروف الفصح.]

تفسير القمص متى المسكين

2:1 « الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة» .

ق. بولس يـنـبـه أذهان الأمم أن الإنجيل الذي استؤمن عليه والذي ينادي به الآن لهم قد وضعت أسـاسـاتـه مـنـذ البدء، ونطق باستعلاناته الأنبياء ، نبي بعد نبي، كتسليم الروح لأجيال الـدهـور السابقة، فهو إنجيل الله المرسوم منذ الأزل كسر مكتوم، قد وهب لرسله القديسين وأنبيائه بالروح أن يبوحوا بسره فيما يخص خلاص الأمم : « الذي في أجيال أخر لم يعرف به بنو البشر ، كما قد أعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح ، أن الأمم شركاء في الميراث والجسد ونوال مـوعـده في المسيح بالإنجيل، الذي صرت أنا خادماً له حسب موهبة نعمة الله المعطاة لي فعل قوته . » (أف 3: 5-7)

ق. بولس هنا يعطي الانطباع العام أن لإنجيله بالعهد القديم صلة وصلات ، وسوف نرى كم يستمد إلهاماته من أفواه الأنبياء الملهمين : « وأرواح الأنبياء خاضعة للأنبياء . » ( 1كو14: 32)

والقديس بولس حينما يقول : «الذي سبق فوعد به »، فهو يلقي الضوء على الإنجيل كله أنه تحقيق لـوعـد الله ، وحتى الروح الذي يتكلم في فمه هو «روح الموعد القدوس » . وهكذا يقف الإنـجـيـل ليصل بين الوعد وتحقيقه ، و يقف ق. بولس مع كل الرسل يستجلون من القديم إلهاماته لـيـزيـدوا الـواقـع صـدقه وثـبـاتـه : «لأن كل ما سبق فكتب، كيب لأجل تعليمنا ، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء. » (رو 15: 4)

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (2): “الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة.”

الكتاب المقدس موحى به من اللهوهذه الكرازة بالخلاص سبق الله فوعد بها في القديم بواسطة الأنبياء، فقبل أن يعمل الله أعمالاً عظيمة يسبق ويهيئ لها زماناً طويلاً، هذا بالإضافة إلي أن نبوات الأنبياء عن الخلاص بالمسيح تشير لأن هذا الخلاص هو خطة أزلية، وأن الله قد أعد خلاص البشر منذ الأزلوبولس هنا يطمئن سامعيه أن إنجيله الذي يبشر به قد وضعت أساساته منذ البدءوأن كرازة بولس لا تتعارض مع الكتاب المقدس لليهود بل هي تفسره وتشرحه.

تفسير د/ موريس تاوضروس

الذي سبق فوعـد بـه بأنبيائه في الكتب المقدسة : ومعني هذا أن إنجـيـل الله أو الكرازة بالخلاص التي تعين الرسول بولس خادما لها، قد سبق فوعد الله بها منذ القديم بواسطة الأنبياء وكما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. ولقد سبق الله منذ القديم واعد خطة الخلاص للبشر، وقد تحقق هذا الخلاص بمجيء الرب يسوع عندما أكمل عمل الغداء ودفع دين الخطية. ويلاحظ أن عـبارة في الكتب المقـدسـة، تذكر في النص الـيـونـانـي بدون تعريف أي تترجم حـرفـيـا «في كتب مقدسة، وبذلك يكون التشديد علي صـفة القداسة التي تتصف بها هذه الكتب. أن القداسة هي ضمان وعلامة الأصل الإلهي لهذه الكتب.

تفسير كنيسة مارمرقس مصر الجديدة

ع2-3: السيد المسيح هو محور الكرازة، وهو الوعد الذي اشتاقت البشرية إليه كثيرًا، فكم تحدث الأنبياء عنه كإنسان (ابن داود) مشابهًا لنا، مشاركًا إيَّانا في طبيعتنا المتألمة.

رو1: 1 رسالة رومية رو1: 3
رسالة رومية – أصحاح 1
تفسير رومية 1 تفاسير رسالة رومية

 

زر الذهاب إلى الأعلى