نش 8:1 أن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على آثار الغنم

 

 إِنْ لَمْ تَعْرِفِي أَيَّتُهَا ٱلْجَمِيلَةُ بَيْنَ ٱلنِّسَاءِ، فَٱخْرُجِي عَلَى آثَارِ ٱلْغَنَمِ، وَٱرْعَيْ جِدَاءَكِ عِنْدَ مَسَاكِنِ ٱلرُّعَاةِ. (نش 8:1)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

“أِنْ لَمْ تَعْرِفِي (نفسك) أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ، 

فَاخْرُجِي عَلَى آثَارِ الْغَنَمِ، 

وَأرْعَيْ جِدَاءَكِ عِنْدَ مَسَاكِنِ الرُّعَاةِ” [٩].

إذ سألته عن الطريق الخاص به حتى لا تصير خفيفة ومقنعة، تنحرف إلى قطعان الأصحاب، أوضح لها الراعي معالم الطريق في نقط ثلاث:

  1. تتعرف أولًا على نفسها، وتدرك الطبيعة الجديدة التيوُهبتلها خلال رعايته.
  2. تخرج عن الانعزالية والذاتية، ممتثلة بالآباء القديسين.
  3. تشهد للراعي أمامالجداءلتدخل بهم إلى موضع رعايته.
  4. يسألها الراعي الصالح أولًا أن تتعرف على ذاتها، أي تبدأ بالداخل، لتدرك أن الله قد خلقها على صورته ومثاله بلا عيب، وقد زينها بالجمال الفريد “الجميلة بين النساء”، وقد دفع الثمن في رعايته لها خلال الصليب.

بهذا يدفع الراعي بأولاده إلى روح الرجاء، فيؤكد للنفس البشرية أنها حتى إن لم تعرف هي ذاتها، فهو يعرفها تمامًا أنها “الفريدة في الجمال”، إذ صارت مسكنًا لروحه القدوس وقد لبست المسيح نفسه، وتهيأت به لتكون عروسه الأبدية.

إذًا، ليفحص المؤمن أعماقه وليدرك الطبيعة الجديدة التي وُهبت له في المعمودية، وليعلم أنه، في عيني الراعي السماوي، جميل بين الخليقة كلها.

  1. يأمرها أيضًا بالخروج (اخرجي)، فأنها لا تقدر أن تصير “جميلة بين النساء” أن لم تخرج مع راعيها خارج المحلة لتحمل عاره (عب ١٣: ١٣). لتخرج من الأنا أو الذات البشرية، وتصلب مع عريسها، فتحيا فيه وبه، وكأنه ينصحها بل يأمرها هكذا: “إن أردتي رعايتي فاخرجي عن ذاتك وتعالي إلى صليبي”.

في خروجها تخرج مع الرأس نفسه الراعي المصلوب، ومع بقية أعضاء الجسد “على آثار الغنم”، سواء مع الآباء القديسين السابقين أو مع المجاهدين. لهذا ينصحنا الرسول أيضًا: “انظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم” (عب ١٣: ٧). أن كنا نخاف الصليب، فلننظر كيف خرج آباؤنا القديسين إلى الصليب فتقدسوا وتجملوا.

  1. إذ تعرف النفس مركزها الجديد كعروس جميلة وتمتثل بالآباء القديسين، حاملة عار الصليب خارج المحلة، أي خارج الذات البشرية يلزمها أن تعمل… تشهد للراعي أمامالجداء. هكذا لا تعيش في سلبية، بل يحترق قلبها من أجل الخطاة كقول المرتل: “الكآبة ملكتني من أجل الخطاة الذين حادوا عن ناموسك”، حتى تدخل بهم إلى “مسكن الراعاة”، أي إلى كنيسة المسيح التي يقطن بها الرعاة.

دعوة للجهاد والعمل:

إذ تلتزم الكنيسة وهي تحت رعاية المسيا المخلص أن تحمل مسئولية الشهادة العملية لخلاصه فتدخل بالجداء إلى الحظيرة ليصيروا خراف المسيح يطلب منها أن تعمل بروح القوة التي لا تعرف الخوف، وروح الوحدة بغير انقسام، قائلًا لها:

لَقَدْ شَبَّهْتُكِ يَا حَبِيبَتِي (صاحبتي) بِفَرَسي[47] فِي مَرْكَبَاتِ فِرْعَوْنَ“ [٩].

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (8): “أن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على آثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن الرعاة.”
أن لم تعرفي .. .. فاخرجي على آثار الغنم= كثيراً ما ندَّعي عدم المعرفة لذلك يقول العريس هنا ولماذا التوهان أيتها النفس وعندك في كنيستك الأباء والقديسين، ما عليك سوى أن تخرجي من نفسك وذاتك وإعجابك بكل ما هو جديد (وموضة) وسيري على أثار القديسين والأباء (عب7:13-9). لا تتركوا إيمان الأباء المسلم مرة للقديسين (يه3،4). أيتها الجميلة= سيتكرر وصف العريس لها بأنها جميلة وهذا لمحبة عريسها لها، بل لم نسمع طوال السفر كلمة توبيخ واحدة للعروس. إرعي جداءك= عمل النف التي عرفت المسيح أن تشهد أمام الجداء= الخطاة بأن عريسها غفر لها وأحبها. ولكن تقودهم لمساكن الرعاة= للكنيسة وليس للغرباء.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى