يو2: 12 وبعد هذا انحدر إلى كفرناحوم هو وأمه واخوته وتلاميذه، وأقاموا هناك أياما ليست كثيرة
“وَبَعْدَ هذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً” (يو2: 12)
+++
تفسير الأب متى المسكين
12:2- وَبَعْدَ هَذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتلاَمِيذُهُ وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّاماً لَيْسَتْ كَثِيرَةً.
لا يذكر هنا القديس يوحنا أين كان يعيش المسيح مع أمه وإخوته قبل ذلك، كذلك لم يذكر يوسف خطيب مريم والمحسوب خطأ أنه كان أباه، كذلك لم يذكر أخواته. وهنا لزم التوضيح ليكون القارىء متتبعأ خطوات تنقتل المسيح مع أمه المذكورة هنا.
أولاً: معروف أنه بعد عودة يوسف ومريم والصبي يسوع من مصر، أن يوسف خاف أن يعود إلى اليهودية (مملكة الجنوب وعاصمتها أورشليم، فذهب إلى الجليل: «وإذ أوحي إليه في حلم، انصرف إلى نواحي الجليل وأتى وسكن في مدية يقال لها ناصرة.» (مت22:2-23)
ثانياً: عاش المسيح في طاعة أبيه وأمه. وفي سن الثانية عشرة وضحت عليه الدعوة والرسالة حينما قال لأمه عندها عاتبته على تركه للرفقة وبقائه في الهيكل في أورشليم عند عودتهم من الفصح: «لماذا فعلت بنا هكذا. هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين. فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني, ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي, فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما. ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعاً لهما.» (لو49:2-51)
ثالثاً: لما بلغ سن الثلاثين سنة, وكان قد تربى مع يوسف الذي كانت صنعته النجارة (مت55:3 )، وكان المسيح أيضاً قد تعلم مهنة النجارة، واستلم العمل موضع يوسف فكان هو نجار الناصرة. وهذا واضح في قول أهل الناصرة: «أليس هذا هو النجار ابن مريم» (مر9:1)
سمع المسيح بظهور المعمدان في اليهودية فانحدر من الجليل, وبالذات من الناصرة، إلى يوحنا: «وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الاردن.» (مر9:1)
رابعاً: بعد العماد وشهادة يوحنا انطلق المسيح في رحلته من بيت عبارة حيث كان المعمدان يُعمد إلى الجليل, فبلغها في ثلاثة أيام مع تلاميذه الستة كما شرحنا في الأية يو11:2. ولما بلغ الناصرة وجد الدعوة من أمه لحضور عرس قانا الجليل حيث سبقته إل هناك.
وتقول الآية أنه بعد العرس، انحدر المسيح مع أمه وإخوته وتلاميذه إلى كفرناحوم، ولم يذكر يوسف. وبذلك يُحسب أنه كان قد انتقل. كذلك لم تُذكر أخوات المسيح, وهن من أولاد يوسف بالطبع من زواج سابق حسب التقليد, لأنهن كن على ما يظن قد تزوجن.
وتقول الآية أنهم بقوا في كفرناحوم أياماً ليست كثيرة، مما يتضح أنهم رجعوا إلى الناصرة بعد مدة.
خامساً: ويمدنا القديس مرقس بمعلومة واضحة أن المسيح بعد ذلك انتقل والأسرة ما عدا الأخوات انتقالاً نهائياً إلى كفرناحوم: «وترك الناصرة وأتى وسكن في كفرناحوم التي عند البحر» (مت13:4), ويُعتقد أن السبب واضح وقد أوضحه القديس مرقس أيضاً: «وخرج من هناك وجاء إلى وطنه (الناصرة) وتبعه تلاميذه. ولما كان السبت, ابتدأ يعلم في المجمع، وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين: من أين لهذا هذه, وما هذه الحكمة التي أٌعطيت له حتى تجري على يديه قوات مثل هذه (خارج الناصرة)، أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان (من يوسف من زواج سابق) . آوليست أخواته ههنا عندنا (من يوسف من زواج سابق) . فكانوا يعثرون به. فقال لهم يسوع : ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته. ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة, غير أنه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم. وتعجب من عدم إيمانهم.» (مر1:6-6)
سادساً: ولو أنه غير معروف كل الأسباب التي جعلته يترك الناصرة ويعيش في كفرناحوم إلا أن أخر جزء من الأية السابقة توحي بأن أهل الناصرة لم يقبلوا الكلمة.
ولكن لم تكن كفرناحوم أفضل من الناصرة، فبالرغم من أنه خدم هناك كثيراً ولكنه كان غير راضى عن سلوك هذه المدينة جداً: «حِينَئِذٍ ابْتَدَأَ يُوَبِّخُ الْمُدُنَ الَّتِي صُنِعَتْ فِيهَا أَكْثَرُ قُوَّاتِهِ لأَنَّهَا لَمْ تَتُبْ: «وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ! وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا! لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي صُورَ وَصَيْدَاءَ الْقُوَّاتُ الْمَصْنُوعَةُ فِيكُمَا لَتَابَتَا قَدِيماً فِي الْمُسُوحِ وَالرَّمَادِ. وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ تَكُونُ لَهُمَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكُمَا. وَأَنْتِ يَا كَفْرَنَاحُومَ الْمُرْتَفِعَةَ إِلَى السَّمَاءِ سَتُهْبَطِينَ إِلَى الْهَاوِيَةِ. لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي سَدُومَ الْقُوَّاتُ الْمَصْنُوعَةُ فِيكِ لَبَقِيَتْ إِلَى الْيَوْمِ. وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرْضَ سَدُومَ تَكُونُ لَهَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكِ». (مت11-24)
ويبدو أن ذلك كان في أواخر خدمته هناك. ومن الأمور الجديرة بالإنتباه أن العذراء مريم بعد هذه الأية لا تُذكر في إنجيل يوحنا إلا بعد الصليب.
كذلك من الأمور الجديرة أيضأ بالإنتباه، أن الثلاثة أناجيل الاولى اقتصرت تقريباً على خدمة المسيح في الجليل وجعلت كفرناحوم مركز خدمته، ولكن القديس يوحنا يعرض في إنجيله تقليداً رسولياً غاية في الأهية يسبق تقليد الثلاثة أناجيل وهو خدمة المسيح المركزة في أورشليم وما حواليها قبل خدمة الجليل وبعدها أيضاً. ولو أنه قدم آية عرس قانا الجليل في بدء خدمة المسيح ليوضح أنه ليس خافياً عليه خدمته في الجليل: «وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه» (يو1:7)، إلا أنه ركز معظم تعاليمه العميقة واللاهوتية الخطيرة في أورشليم وداخل الهيكل، وفي محاجاته ليس مح فلاحي الجليل وصياديه ولكن مع الفريسيين والناموسيين، المالكين لناصية المعرفة والتوراة بكل دقة، ومع رؤساء الكهنة داخل رواق سليمان في عقر دارهم. لقد واجه السامريين بالحقيقة التي يعتز بها كل الإعتزاز أن «الخلاص هو من اليهود» (يو22:4)، فإلى اليهود وجه أقوى تعاليمه وأقوى آياته وأقوى حججه، لأنه جاء ليسلم العالم, من فوق رؤوسهم, سر الخلاص، وقد استلمه العالم وهو وديعة الكنيسة الأن. صحيح أن تلاميذه جعلهم من الجليل، ولكن استودعهم سر الملكوت السماوي، سر الله، ملء اللاهوت. لأن عجرفة المتمسكين بالناموس حجزت عنهم الإختيار والتبني.
ولا ننس أن الجليل اسمه «جليل الأمم»، صحيح أنه كان عزيزاً عليه، ولكن كان الجليل يرزح تحت الجهل والأمية؛ والمسيح جاء وخلفيته الأسفار المقدسة بكل ثقلها في المعرفة والحكمة العالية؛ جاء وخلفيته الناموس بأحكامه الجافة والمبتورة ويحتاج إلى قلوب متفتحة لتقبل التعديل: «قيل (لكم في القديم) وأما أنا فأقول لكم»!! (مت21:5 و27 و31 و38 و43) جاء؛ وخلفيته الأعياد اليهودية التي تحتاج إلى تفسير واستعلان للغامض فيها: في عيد المظال لما ملأوا جرة الماء ليكسروها على المذبح تذكاراً للصخرة في البرية، نادى وقال: «إن عطشى أحد فليقبل إلي» (يو37:7)! فلولا هذا العيد ما استلمنا تعليم الماء الحي؛ وفي عيد التجديد لما أوقدوا المنارات الذهبية لتضيء الهيكل وكل أورشليم، وقف ونادى: «أنا هو نور العالم». فلولا هذا العيد ما استلمنا النور الحقيقي. هذا كله كان يحتاج إلى أورشليم والهيكل ومحاجاة العلماء وليس الجليل والناصرة وكفرناحوم؛ وفي عيد الفصح دخل وطرد الذبائح كلها، ليلتفتوا له أنه هو الذبيحة الحقيقية الوحيدة، فلم يلتفتوا. وفي الفصح الأخير ذبحوه فعلاً دون أن يدروا ليستعلن لنا وليصير هو فصحنا.
والعجيب أن الأناجيل الأخرى رأت أن الناصرة وطنه» كجليلي (مت54:3 ومر1:6و4). أما إنجيل يوحنا فقال عن أورشليم أنها «وطنه» (يو44:4) كيهودي بالدرجة الاولى. وهذا عندما كان عائداً من أورشليم عبر الناصرة متجهأ إل الجليل! وهكذا تركزت نظرة الأناجيل الثلاثة على أعمال المسيح بحسب البيئة التي عاشوا فيها حيث عاشروه في بيوتهم وشوارعهم. في الوقت الذي تركزت نظرة إنجيل القديس يوحنا على أعمال المسيح على مستوى يهوديته وإرساليته من الآب، واستعلانه، والنبوات التي تحف به من يمين ومن شمال، ورؤية العالم له، وانتظار الأجيال المتعطشة للاهوت!! ولكن إذا جمعنا الثلاثة أناجيل مع الإنجيل الرابع ظهر لنا أكثر «مسيح العالم كله».
مكان البشارة: ثالثاً في اليهودية: (13:2 – 36:3)
أعمال المسيح الاولى في اليهودية: كان لابد أن يبدأ المسيح خدمته وأعماله في اليهودية، وخاصة أورشليم. فجميع النبوات أرسلت أضواءها في كل العمور وعلى فم جيع الأنبياء وسلطتها عل اليهودية وعلى أورشليم المدينة المقدسة. فإشعياء النبي يؤكد من أين ينثبق العهد وإلى من تُرسل كلمة الله أولاً: «لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب.» (إش3:2(
ويكرر بلا هوادة أن يهوذا وأورشليم هما المحطة الاولى لعمل الخلاص المُعد:
* «الامور التي راها إشعياء بن أموس من جهة يهوذا وأورشليم.» (إش1:2)
* «هوذا السيد رب النجود ينزع من أورشليم ومن يهوذا السند والركن» (إش1:3)
* «الرب يدخل في المحاكمة مع شيوخ شعبه ورؤسائهم.» (إش14:3)
*«ويكون الذى يبقى في صهيون والذي يُترك في أورشليم يُسمى قدوساً, كل من كُتب للحياة في أورشليم.» (إش3:4)
* «إذا غسل السيد قذر بنات صهيون ونقى دم أورشليم من وسطها بروح القضاء وروح الإحراق» (إش4:4)
* «والأن يا سكان أورشليم ورجال يهوذا احكموا بيني وبين كرمي.»(إش3:5)
* «ويأتي الفادي إلى صهيون وإلى التائبين عن المعصية في يعقوب.» (إش20:59)
وهكذا يستمر إشعياء في سفره على مدى 66 أصحاحاً يوضح بالروح أين ينبغي أن يكون العمل وماذا سيكون. وكذلك من بعده جميع الأنبياء:
عاموس 2:1 «الرب يزمجر من صهيون ويعطي صوته من أورشليم».
يوئيل 16:2 «الرب من صهيون يزمجر ومن أورشليم يعطي صوته فترتجف السماء والأرض».
إرميا 30:25 «الرب من العلا يزمجر ومن مسكن قدسه (الهيكل) يطلق صوته».
ولكن أيضاً لا تغيب «الجليل» عن روح النبوة فقد سلطها إشعياء أيضاً على كل المناطق التي خدم فيها الرب:
* «ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق. كما أهان الزمان الأول أرض زبولون وأرض نفتالي يُكرم الأخير طريق البحر عبر الاردن جليل الأمم الشعب السالك في الظلمة أبصر نورأ عظيماً، الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور.» (إش1:9-2)
لذلك كان من الأمور المتيقنة لدى المنتظرين الفداء لإسرائيل أن يظهر المسيا في أورشليم وفي اليهودية أول ما يظهر. وهو بالفعل ظهر أولاً في اليهودية على نهر الاردن مع السابق الصابغ، واستعلن أنه ابن الله وحمل الله الذي جاء ليرفع خطية العالم, هناك في بيت عبارة عبر الاردن. هذا فوق أنه وُلد في بيت لحم اليهودية حسب النبوات أيضأ.
تفسير القمص تادرس يعقوب
“وبعد هذا انحدر إلى كفرناحوم هو وأمه واخوته وتلاميذه،
وأقاموا هناك أياما ليست كثيرة”. (12)
يرى العلامة أوريجينوس أن كلمة “كفرناحوم” تعني “حقل الحث”.
يقول العلامة أوريجينوس أن يسوع ومن معه انحدروا إلى كفرناحوم حيث لم يقيموا أيامًا كثيرة لأن من هم في الأسفل أو المنحدر ليس لديهم موضع لبقاء يسوع وقديسيه إلى أيام كثيرة. إنهم منحدر “حقل الحث” الذي لا يقدر أن يتقبل إمكانية الاستنارة بالتعاليم الكثيرة، إنما يكتفي بالحث القليل. أما النفوس العالية المرتفعة روحيًا فتتمتع بالوعد الإلهي: “ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر”، وليس إلى أيام ليس بكثيرة.
إذ نُصلب مع مسيحنا يقيم ليس فقط معنا إلى أيام قليلة بل وفينا، فنقول مع الرسول: “لا أحيا أنا بل المسيح يحيا فيَّ” (٢ كو ١٣: ٣). هكذا يسكن فينا ويحيا ويتكلم إلى انقضاء الدهر.
v بعد الفرح بالخمر كان من الضروري للمخلص مع أمه وتلاميذه أن يدخلوا “حقل الحث” لكي يحثوا التلاميذ على وجود ثمار في حقل خصب، وإن تحبل النفس به بالروح القدس، أو يحثوا أولئك الذين ينتفعون هناك”.
ماذا يقصد بتعبير “اخوته“؟ يقول القديس أغسطينوس كل من يمتون بعلاقة دموية بمريم يحسبون اخوته، مستشهدًا بذلك من الكتاب المقدس. فقد دُعي لوط ابن أخ إبراهيم أخًا له (تك 13: 8؛ 14: 14). ودُعي لابان خال يعقوب أخًا له (تك 28: 5؛ 29: 12، 15). كما تحدث السيد المسيح عن تلاميذه أنهم اخوته (مت12: 46-50).

تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (12): “وبعد هذا انحدر إلى كفرناحوم هو وأمه واخوته وتلاميذه وأقاموا هناك أياماً ليست كثيرة.”
هذه الآية لا تذكر يوسف فغالباً كان قد مات. ولا تذكر أخوات المسيح ربما لأنهن قد تزوجن. وأخواته كانوا من زواج سابق ليوسف النجار. والمسيح بعد عودته مع يوسف والعذراء من مصر عاشوا في الناصرة (مت22:2،23) وعاش فيها كنجار (مر3:6) حتى سن الثلاثين، إلى أن نزل ليعتمد من المعمدان (مر9:1) ثم ذهب مع تلاميذه إلى الجليل وحضر عرس قانا الجليل مع تلاميذه الستة. ثم إنحدر مع أمه وإخوته وتلاميذه إلى كفرناحوم (مت13:4). وكان هذا لأيام قليلة عادوا بعدها إلى الناصرة. والمسيح جعل من كفرناحوم مركزاً لدعوته حتى أن كفرناحوم دعيت مدينته (مت1:9). ولماذا ترك الناصرة؟ فهذا لأنها رفضته (مر1:6-6) ولم تكن كفرناحوم افضل حالاً من الناصرة (مت20:11-24). والأناجيل الثلاثة (متى ومرقس ولوقا) ركزت على خدمة المسيح في الناصرة، أمّا يوحنا فركز على خدمة المسيح في اليهودية، وتحدث قليلاً عن خدمته في الجليل (1:2-22+ 43:4-54+ 1:6-9:7+ 1:21-25) بينما كان في 17 إصحاح تقريباً يتكلم عن خدمة المسيح في اليهودية، حيث ركز معظم تعاليمه اللاهوتية الخطيرة، فأورشليم يوجد بها دارسو الناموس واللاهوتيين، أما الجليليين فهم بسطاء ومنهم تلاميذه البسطاء. أيضاً “الشريعة تخرج من صهيون ومن أورشليم كلمة الرب” (إش3:2) وأورشليم تتكون من جبلين، جبل صهيون وجبل الزيتون وبينهما وادي إبن هنوم وبستان جثسيماني+ الرب يدخل في المحاكمة مع رؤساء وشيوخ إسرائيل شعبه (إش14:3).