يو5: 21 لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن أيضًا يحيي من يشاء
“19فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ. 20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. 21لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. 22لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ، 23لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ. “(يو5: 19-23)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي،
كذلك الابن أيضًا يحيي من يشاء”. (21)
أقام الآب الموتى كما فعل مع ابنة أرملة صرفة صيدا خلال إيليا النبي (١ مل ١٧: ٢٢)، وابن الشونمية (٢ مل ٤: ٣٢-٣٥) خلال خدمة إليشع النبي. ويقيم الابن من يشاء كما حدث مع ابنة يايرس (مر ٥: ٣٥- ٤٢)، وابن أرملة نايين (لو ٧: ١١ -١٥)، ولعازر في بيت عنيا (يو ١١: ١٤-٤٤). إنه يهب الحياة حسبما يشاء، وليس بطلب قوة خارجية كما حدث مع الأنبياء، وأيضًا التلاميذ. له سلطان مطلق على الحياة! له مفتاح القبر والموت (رؤ ١: ١٨)، له مفتاح داود يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح (رؤ ٣: ٧). إنه يميت ويحيي (1 صم 2: 6).
v يظهر التعبير قوة غير مغايرة… ومساواة في السلطة… “فإن كل ما يفعله (الآب) يفعله الابن أيضًا”، مظهرًا أنه يستمر في فعل كل الأشياء التي يفعلها الآب سواء تقولون عن إقامة الموتى أو تشكيل الأجساد أو غفران الخطايا أو أي أمر آخر. إنه يعمل بنفس الطريق بالنسبة للذي ولده.
v حتمًا لا يعني هذا أن الابن يحيي البعض، والآب يحيي آخرين، بل الآب والابن يحيون نفس الأشخاص، لأن الآب يفعل كل الأشياء بالابن.
v هكذا مساواة الابن للآب قد رسخت ببساطة خلال وحدة عمل الإحياء، حيث يحيي الابن كما يفعل الآب. لتدركوا هنا أبدية حياته وسلطانه.
تفسير الأب متى المسكين
21:5- لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآب يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي كَذَلِكَ الابن أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.
لقد شفى أمامهم المقعد، وكان هذا واضحاً جداً أنه إنما يعطي نموذجاً مبسطاً لسلطانه الفائق على المرض الميئوس منه، الذي يعتبر الشفاء منه نوعاً من تجديد الحياة. فلأنهم لم يؤمنوا، لزم أن يكشف عن مدى قوة هذا السلطان الذي له بالإقامة من الموت واعطاء الحياة؛ العمل الذي هو من اختصاص الله وحده.
وبقوله: «كذلك الابن»، ينقل إلى أذهانهم صورة الآب الذي فيه، المساوية للآب في كل شيء, ليس على المستوى المحدود في آية أو معجزة ولكن على المستوى الكلي لكل الناس وفي كل الظروف والأحوال: «يُحيي من يشاء». فسلطان الابن على الأموات والأحياء سلطان مطلق، فهو الذي «يُحيي» والأموات عنده تحت سلطانه كالأحياء يأمرهم فيأتمرون ويدعوهم للحياة فيلبون. نعم، فليس أمام غير المؤمنين إلا أن يتعجبوا، وتعجبهم سيدينهم في اليوم الأخير: «لا تتعجبوا من هذا فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج … الذين عملوا السيئات (أبغضوا النور ولم يؤمنوا بالنور) إلى قيامة الدينونة.» (يو28:5-29)
والمسيح يكلم هنا الفريسيين الحافظين لمواد دستور إيمانهم، وهو ينقل لهم صورة طبق الأصل من إحدى صلواتهم المسماة بالبراكوت وهي البركة الثانية من البركات الثماني عشرة: (شيمون عسر)
[أنت أيها الرب المقتدر إلى الأبد. أنت الذي تٌحي الموتى. وأنت القوي للخلاص، أنت الذي تسند الأحياء برحمتك، وأنت الذي بحنانك العظيم تقيم الموتى وتحييهم, أنت الذي تصنع الصلاح من نحو الراقدين في التراب. أنت صادق في وعدك بقيامة الأموات. مبارك أنت أيها الرب يا من تقيم الأموات.]
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (21): “لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضاً يحيي من يشاء.”
المسيح أراهم سلطانه في شفاء المقعد، وهنا يشرح أن سلطانه يصل لأن يحيي. إذاً الأعمال الأعظم التي تكلم عنها سابقاً هي الإقامة من الأموات.