هل انت غصن؟

 

 “أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ،” ( يو 5:15 ) .

هكذا يتكلم الله في أذنك بهدوء ويدعوك أن تثبت فيه فيكون هو فيك , وطريق الثبات يبدأ بأن تكون عضواً حياً وفاعلاً مثمراً داخل الكنيسة , وبذلك تشهد للمسيح.

فأعلم أن لك دور تستطيع أن تمارسه تجاه كنيستك عندما تتذكر دائما أنك عضو في جسد الكنيسة , وأن الكنيسة هي أمك ، وأنك كلما عشت طقس الكنيسة تشهد للمسيح في طقوسها ، فأدعوك أن تشترك معنا في إجابة بعض التساؤلات التي تؤكد ضرورة وأهمية الكنيسة في حياتنا , فالكنيسة روح وحياة وليست مجرد حرکات محفوظة يؤديها كل من الكاهن والشماس والشعب داخل الكنيسة.

وإليك بعض التساؤلات وإجابتها :

السؤال : لماذا لا يمكن أن نكتفي بالصلاة في البيت بدلا من الكنيسة؟

الجواب :
1- أن الرب أمر ببناء الهيكل لعبادته فيه وقال : ” الآن عينای تكونان مفتوحتين وأذنای مصغيتين إلى صلاة هذا المكان . “( 2 أخ 15:7) .
2- صلاة الجموع معاً أهم من صلاة الفرد, وأقوى في وصولها أمام الله واستجابتها ، وهذا ماذكره سفر أعمال الرسل : “وأما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله .” ( أع 5:12 ) ، واستجاب الرب لصلاة الشعب من أجل بطرس وخرج من السجن بسبب هذه الصلوات.
3- إن الذهاب للكنيسة ليس للصلاة وسماع العظات فقط , بل للمشاركة الفعلية في السر الأقدس ، ومن لا يذهب للكنيسة لا يتناول الدواء والغذاء الروحي. 

السؤال :  هل من الضرورة التناول من ذبيحة القداس ؟ ولماذا ؟

الجواب :
التناول ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها وقول الرب يسوع واضح : ” هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت ( لا يهلك ) ” ( يو 50:6) “إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد ” ( يو 51:6 ) ، وقال أيضا : “الحق الحق أقول لكم : إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليست لكم حياة فيكم” ( يو 53 : 6 ) ، ومن ثم فإن من لا يتناول من السر الأقدس فهو ميت بالروح مهما كانت صحة جسده قوية .

السؤال : لماذا تتنوع الألحان والتسابيح والتماجيد بالكنيسة على مدار العام؟

الجواب :
لكي نعيش طقسها ، فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية مما لا شك فيه تمتاز بنغماتها الخاصة ( التي تستخدم فيها الدف والمثلث ) ، فلها ألحان فرايحي لأيام الأحاد والأعياد السيدية ( الكبرى والصغرى ) ، وألحان بالطقس الشعانيني ( في عيدی الصليب ويوم أحد الشعانين ) والطقس الكيهكي في شهر كيهك , وبالألحان المميزة الطويلة والعميقة في الصوم الكبير وأسبوع الآلام . بالحقيقة إذا عشت الألحان في مناسباتها ستنعم بمذاقة روحية ، وبحياة سماوية تنعكس على كلماتك وألفاظ حوارك . فتكون أكبر دليل على تأثير الكنيسة على سلوكك فتصبح خير شاهد للمسيح . إذ تدعو الجميع بكرازة صامتة أن يتذوق حلاوته معك .

من التساؤلات السابقة , يتضح لك أن الكنيسة أمك تعطيك الكثير .. فهل فكرت ماذا تقدم لها ؟ 

ليكن شعارك : “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” ( أع 35:20 ) .
ولكن ماذا نقدم للكنيسة ؟ ?
قدم جهادك ووقتك : اذهب للكنيسة مبكرا مهما كنت متعبا .. لأن الرب قال : “الذين يُبكرون إلى يجدونني” ( أم 17:8 ) ۔
? خصص من وقتك : لزيارة المرضى ولكل عمل من أعمال المحبة المختلفة نظافة الكنيسة ، خدمة أخوة الرب . وخدمات أخرى كثيرة مطلوبة .. ).
? قدم من مالك : فالوصية واضحة : ” هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام ، وجربوني بهذا ، قال رب الجنود” (ملا 10:3) ، ويجب أن تعرف أن الله هو الذي يعطى , ونحن نعطي وفاء الدين علينا للرب : “لآن منك الجميع ومن يدك أعطيناك ” ( 1 أخ 14:29 ) .
? قدم ابتسامتك وفرح رجاءك : فهذه أكبر شهادة لسلام المسيح داخل قلبك. حدث عن سبب الرجاء الذي فيك ( ابط 15:3). ومن أقوى الأمثلة : القديس بولس الرسول عندما كتب رسالة فيلبي ( رساله الفرح ) ، كتبها وهو في السجن . فقد عاش ما قاله : “الذي الآن افرح في آلآمي لأجلكم ، وأكمل نقائص شدائد المسيح ” ( 1 كو 24:1 ) .
? اظهر ثقتك الدائمة في عمل الله مع كنيستك: رغم كل الظروف والتجارب المحيطة بك . فبالحقيقة ردد مع بولس : “من سيفصلنا عن محبة المسيح ؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عُرى أم خطر أم سيف ؟ .. ولنا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا ” ( رو 37،35:8 ).

? لا تسمح لأي فكر . أو لأي ظرف , أو لأي رأي , أن يجعلك تترك كنيستك الأرثوذكسية , بل كن متفاعلاً مع كل ما تقدمه لك الكنيسة بإيجابية حقيقية ، وفكر مع أب اعترافك في خدمة مناسبة لك تقوم بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى