السيد المسيح رأس الكنيسة

 

+ الكنيسة في جسد السيد المسيح ونحن أعضاء في هذا الجسد ولسنا أفراد فهناك فرق كبير بين (الأفراد – الأعضاء ) :
وذلك لأن الفرد يمكن أن يستقل بذاته وبفكره ولكن الأعضاء لا يمكن أن تنفصل بعضها عن بعض ، إلا في حالة الموت مثل قول الكتاب :
+ “من سيفصلنا عن محبة المسيح ؟ ” ( رو 35:8 ) .
+ ” ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح ؟ ” ( اكو 15:6 ) .
ولأننا نحن أعضاء في جسد السيد المسيح كما قال بولس الرسول : ” وأما أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفراد ” ( 1 كو 27:12 ) . إذن المسيح هو رأس لنا كما أنه رأس الكنيسة . 

والكنيسة في تعريفنا هي :
1- جماعة المؤمنين .
2- المجتمعين في بيت الله المدشن . (ممكن الصلاة مستخدمين اللوح المقدس )
3- بقيادة الإكليروس ( الآباء الأساقفة و الكهنة ) .
4- وحضور الملائكة والقديسين .
5- حول جسد الرب ودمه الأقدسين في التناول .

السؤال الذي يطرح نفسه أمامنا هو . 

+كيف يكون السيد المسيح رأس لنا كما هو رأس الكنيسة ؟

السيد المسيح ” رأس لي” أي هو المتحكم في حياتي وتصرفاتی وأعمالی ، فعندما يخطر على ذهنی فكر لابد وأن أسأل نفسي هل هذه الفكرة ترضى السيد المسيح الذي هو يقود حياتي لأني أنا إبنه .. ؟
ولكي يكون السيد المسيح هو مصدر المشورة لى فلابد من الأتي :

1- أتكلم معه دائماً

الإنسان المداوم على الصلاة لا يصبح في عقله مكان للشر بل يصبح له عشرة مع الرب يسوع يلحظها في كل أمور حياته .

2- أتحد به

لابد من الإتحاد بالرب يسوع لكي نقدر أن ننتصر على إبليس وأعوانه , مثل الجندي في ميدان الحرب إذا لم يتسلح جيداً ويلبس الدرع فيُهزم في بداية الحرب . فنحن كذلك لابد أن نتسلح بدرع واقي لا يقدر العدو عليه بالانتظام في التناول . كما يقول الكتاب المقدس في سفر المزامير لداود النبي : ” أما أنا فالاقتراب إلى الله حسن لي ” ( مز 28:73 ) ۔ 
وفي سفر الأمثال : ” لأن من يجدني يجد الحياة” ( أم 35:8 ) . 
وفي إنجيل معلمنا متی : ” خذوا كلوا . هذا هو جسدی ” ( مت 26:26 ) .

ولأن الإنسان المتحد بالله عن طريق التناول من الأسرار المقدسة هو إنسان يكره الخطية فمن محبة الله لنا أيضا أسس لنا سر التوبة والإعتراف ” وهو من أهم أسرار الكنيسة , إذ هو السر الذي من خلاله نتجدد ونتطهر من خطايانا , ففي كل مرة نعترف فيها عن طريق ( أب الاعتراف) نقول مع داود المرتل :” اغسلني فأبيض أكثر من الثلج “( مز7:51 ) ۔

+ في قصة إعتراف الأنبا موسى الأسود أمام أباء الدير وأمام الأنبا مقار الكبير : أنه كان كثير الخطايا فكان يقتل ويسرق ويزني ويسلب ما ليس له , ولكن الله أراد أن يجدده فاشتاق موسى لمعرفة الإله الحقيقي لأنه كان عبد وثنی , فذهب إلى دير برية شيهيت , واستقبله الأب ايسوزوروس وعرفه من هو الإله الحقيقي الذي هو يسوع المسيح ، وكيف تجسد وعمل معجزات كثيرة وصلب وقام من الأموات , فأحب موسی السيد المسيح وأشتاق أكثر أن يكون مسيحياً. فقبل معموديته أعلمه القديس ايسوذورس بأنه لابد وأن يعترف بكل خطاياه حتى يصبح إنساناً جديداً . وبالفعل قبل موسى أن يعترف بل وأصر أن يعترف أمام أباء الدير كلهم وأكبرهم سنا الأنبا مقار الكبير وفيما هو يعترف بخطاياه إذ بالأنبا مقار يری لوحاً كبيراً أسوداً يظهر بجانب موسى ، وكان مع كل اعتراف بخطية تمسح له من هذا اللوح حتى أصبح هذا اللوح أبيضاً. وظهرت فيه علامة الصليب رمزاً للنصرة على الشيطان . حسب قول الكتاب المقدس في رسالة معلمنا يوحنا الرسول الأولى : ” إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل ، حتى يغفر لنا خطايانا ” (1يو1: 9 ).

3 -أحتمي فيه

لذلك تقول الكنيسة بلسان أبنائها : “شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني” ( نش2: 6 ) تسند الكنيسة رأسها تحت يد الله ، وكذلك نحن أبنائها نسند رؤسنا في يد الله لكي نستريح لأن فكر الإنسان ضعیف محدود ” أما نحن فلنا فكر المسيح ” ( 1كو2: 16 ) لذلك نقبل الضيقات غير متذمرين , عالمين أن الله معنا في الضيق , ويظهر أيضا عجائبه . كما يقول القديس أغسطينوس : “أن الضيق يتم بسماح من الله لأجل بنياننا فإننا لن نتذوق مراحم الرب إلا عندما نصرخ إليه فيستجيب لنا ونكتشف أنه ملجا لنا في الضيقات .

كما يقول الكتاب في سفر صموئيل الثاني : إله صخرتي به أحتمي ” ( 2صم22: 3 ) . فلذلك لابد وأن أظل في حمى الرب أي في بيته ( الكنيسة) “لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بأسمى فهناك أكون في وسطهم ( مت18: 20) . فبذلك أكون قد تحصنت من شرور العالم . وأقول مع داود المرتل : ” الله لنا ملجأ وقوة . عونا في الضيقات ” ( مز46: 1 )

4 أتعلم منه

يقول الرب يسوع لنا : “تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راح لنفوسكم ” ( مت11: 29 ) . ويقول أيضا : “تعلموا فعل الخير . اطلبوا الحق ” (إش1: 17)

إن الله يعلمنا دائماً أن نتمثل به لكي نكون أولاده بالحقيقة , فكيف نكون أولاد الله الملك العظيم وأعمالنا تشبه أولاد العالم ؟
لأنه مكتوب : “كونوا قديسين لأني أنا قدوس” ( 1بط1: 16)
مصادر التعليم من الله

  1.  قراءة الكتاب المقدس : كل الكتاب المقدس هو موحی به من الله في كل حرف من كلماته وكله نافع للبنيان والتعليم لأن وصايا الله قادرة أن تحكمنا لطريق الفضيلة وتبعدنا عن طريق الخطية . 
  2. قراءة سير القديسين: فعندما نتمثل بالأباء القديسين فإننا نتمثل بالله وذلك لأنهم تمثلوا به من قبل كقول بولس الرسول : ” اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله . انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم ( عب13: 7) . 
  3. المداومة على الصوم والصلاة والتناول : عن طريق الأب الكاهن .

 

5- أتعلق به وحده

إذا فعلت كل ما سبق فأنت الآن بالفعل لن تكون متعلقاً بشيئا إلا بمحبة الله فتقول مع المرئل : ” معك لا أريد شيئا في الأرض ” ( مز25:73 ) . لأنه قال ” إن ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم ( يو7:15)

ولا تكون معوزاً شيئا على الأرض ويملا الرب قلبك بالمحبة لكل الناس , ويستريح قلبك من الأفكار الشريرة . وهنا تكون يا أخي الحبيب قد أستبدلت شهوة بشهوة أخرى . فتكون قد بدلت شهوة الخطية بشهوة التعلق ومحبة الله .

المسيح رأس الكنيسة قادر يا أحبائي أن يصبح رأس كل خاطئ منا , لكي يرجع ويتوب ويصل إلى بر الأمان , أي إلى ملكوت السموات . 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى