كيف تجعل أولادك يحبونك؟
“ادب ابنك واجتهد في تهذيبه لئلا يسقط فيما يخجلك” (سيراخ 13:30 ). هناك بعض الآباء يتناسوا أهمية أن يجعلوا أبنائهم يحبونهم ويرتبطوا بهم، ويصبحوا جزءاً من حياتهم اليومية. علماً بأنهم يفعلون كل شيء من أجل راحتهم وإسعادهم، ولكن ومع الأسف قد لا يشعر الأبناء بهذا الحب الأبوي، ويحدث تباعد بين الآباء والأبناء.
ومن هذا التباعد الأبوي تظهر الكثير من المشاكل التي تنتج من عدم التفاهم بين الأباء وأبنائهم، فيجب على الآباء والأمهات الاهتمام بزيادة التواصل بينهم وبين و أبنائهم، كما يجب تربيتهم بطريقة روحية سليمة كما كان يفعل آبائنا القديسين والشهداء الذين تربوا في الإيمان منذ صغرهم، وكان أبائهم يهتمون بتعليمهم العلوم الروحية بجانب العلمية.
وقد أوضحت بعض الدراسات كيف يمكن للآباء أن يجعلوا أبنائهم يحبونهم من اخلال بعض الأفعال البسيطة التي يتبعونها في علاقتهم بهم ومنها:
1- خصص لهم وقتاً يومياً:
الوقت هو أغلى هدية نقدمها لأولادنا: ضع برنامج لهذا الوقت الذي ستقضيه مع أبنائك حتى يكون هذا الوقت هو بالفعل أغلى هدية تقدمها لهم، ويمكن أن تستغل هذا الوقت في نزهة تقضونها معاً، أو ممارسة بعض الألعاب سويًا أو في أي ممارسة تسعد أولادكم.
2- شجعهم
التشجيع يكسبهم الثقة بأنفسهم: و يمكنك فعل هذا بأن تظهر لهم تقديرك لمجهوداتهم التي يبذلونها في كل مواقف اليوم، وليس فقط تقدير النتائج الدراسية كما يفعل معظمنا.
السيد المسيح نموذجاً للتشجيع: فقد كان من منهجه التشجيع والتحفيز حين كان بيننا على الأرض، وئری ذلك في لقاءه بالمرأة السامرية (يو 16:4-19 ) “قال لها يسوع: آذهبي وادعي زوجك وتعالى إلى ههنا أجابت المرأة: ليس لى زوج. قال لها يسوع: حسنا قلت ليس لى زوج. لأنه كان لك خمسة أزواج والذي لك الآن ليس هو زوجك. هذا قلت بالصدق، قالت له المرأة: يا سيد أرى أنك نبي” وبالطبع كلنا يعلم ماهو مصير هذه السامرية بعد هذا الحوار الصغير مع السيد المسيح، وكيف تحولت إلى أول کارزة في السامرة. بل وللآن هي تكرز كلما قرأنا هذا الحوار في الإنجيل.
كما نتعلم أسلوب السيد المسيح الفريد في حديثه إلى ملائكة الكنائس السبع (في سفر الرؤيا) حيث كان يذكر أولا الفضائل العديدة، ثم يذكر خطأ واحد، ثم يتبع هذا ويذكر الفضائل الأخرى وهكذا.. (رؤ 19:2-21 )”أنا عارف أعمالك ومحبتك وخدمتك وإيمانك وصبرك، وأن أعمالك الأخيرة أكثر من الأولى. لكن عندي عليك قليل: أنك تسيب المرأة إيزابل التي تقول إنها نبية، حتى تُعلم وتغوي عبيدي أن يزنوا ويأكلوا ما ذبح للأوثان. وأعطيتها زمانا لكي تتوب عن زناها ولم تتب”.
3- أحتفل بإنجازاتهم حتى وإن كانت صغيرة:
يمكن للأبوين أن يحتفلوا بإنجازات أبنائهم، ولا تمر عليهم كأنها حدث عادي، أنها تكون بالنسبة للطفل من أهم أحداث حياته، ويمكن أن تظل معه طول حياته لذلك لابد أن تحظى بنفس الاهتمام لدى الأبوين.. فمردود ذلك على نفسيته أكبر بكثير من الانجاز ذاته.
4- كن إيجابيا:
“فقال لهم يسوع: لا حاجة لهم أن يمضوا. أعطوهم أنتم ليأكلوا” (مت16:14)
علم أولادك التفكير الإيجابي بأن تكون أنت نفسك إيجابياً, فمثلا… بدل من أن تعاتب إبنك لأنه رجع من مدرسته وجلس على مائدة الغداء وهو متسخ و غير مهندم قل له: يبدو إنك قضيت وقتاً ممتعاً في المدرسة اليوم مما أرهقك، فهذا واضح على ملابسك .. وقدم القدوة بنفسك أولاً.
5- تذكر معهم بعض أوقاتكم الجميلة التي قضيتموها معاً
أخرج ألبوم صور أولادك وهم صغاراً، وأحكي لهم قصص عن هذه الفترة التي لا يتذكرونها، وكم هم كانوا – وللآن أيضا – موضع اهتمامكم وسعادتكم بكل ما كانوا يفعلونه، وكم أنتم تحتفظون به في ذاكرتكم..
6– ذكرهم بشيء قد تعلمته منهم:
وقل لهم كيف أنك تشعر أنه شيء رائع أنك أحد والديهم وكيف أنك تحب الطريقة التي تشبّون بها، مشيراً إلى إبداعاتهم التي يقدمونها تبعاً لمواهبهم.. ووصّل لهم أن كل أب يرجو أن يرى ابنه ناجح مثله، بل وأفضل منه..
7- أحترم آرائهم:
“قال لهم: وأنتم من تقولون إنى أنا؟” (مت 15:16 ).
اجعل أطفالك يختارون بأنفسهم ما يلبسونه ويختارون ألعابهم وباقي خصوصياتهم ودعهم يختارون ما يفضلون لقراءته، فقط وفر لهم المناخ.. فأنت بذلك تربيهم وتوضح لهم كيف أنك تحترم قراراتهم.
واجعله يختار ترتيب وقته اليومي مع توجيه بسيط هل يذاكر أولاً أم ينام أم يأكل أم…
8- العب معهم:
أندمج مع أطفالك في اللعب, مثلاً.. كأن تتسخ يديك مثلهم من ألوان الماء أو الصلصال وما إلى ذلك.
9- اجعله يشعر بأنك متابع لكل تفاصيل حياته…
“فقال له نثنائيل: أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟ قال له فيلس: تعال وانظر. ورأى يسوع نثنائيل مقبلاً إليه فقال عنه: هوذا إسرائيلي حقاً لا غش فيه. قال له نثنائيل: من این تعرفني؟ أجاب يسوع: قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك. فقال نثنائيل: يا معلم أنت ابن الله! أنت ملك إسرائيل!” (يو1: 46-49).
بأن تعرف جدولهم ومدرسيهم وأصدقاءهم حتى لا تسألهم عندما يعودون هنا الدراسة بشكل عام “ماذا فعلتم اليوم” ولكن تسأل ماذا فعلت المُدرسة؟!.. فيشعر انك متابع لتفاصيل حياته وأنك تهتم بها وبأموره..
10. اهتم بحديثه؟
عندما يطلب منك إبنك أن يتحدث معك لا تكلمه وأنت مشغول في شيء آخر. كالأم عندما تحدث طفلها وهي تطبخ أو وهي تنظر إلى التليفزيون، أو ما إلى ذلك، ولكن أعط تركيزك كله له، وانظر في عينيه وهو يحدثك.
11- اشركهم في حياتك :
تبادل أنت و أولادك الحديث، ولا تسمعهم فقط، بل احكي لهم أيضا ما حدث لك.
12. اجعله يشعر بأنك تفكر فية دائماً:
أكتب لهم في ورقة صغيرة كلمة حب أو تشجيع أو … وضعها جانبهم في السرير، إذا كنت ستخرج و هم نائمين، أو في شنطة مدرستهم حتى يشعرون أنك تفكر فيهم حتى وأنت غير موجود معهم.
13. اجعله يرى افتخارك به:
عندما يرسم أطفالك رسومات صغيرة ضعها لهم في مكان خاص في البيت، و عندما يحصلون على مكافات خاصة أو شهادات تقدير، تحدث عن هذا مع الأقرباء، وأشعرهم أنك تفتخر بهم حتى وإن كانت المكافاة بسيطة..
14- ربيهم بطريقة صحيحة …
لا تتصرف مع أطفالك بالطريقة التي كان يتصرف بها والديك معك، دون تفكير، فإن ذلك قد يوقعك في أخطاء مدمرة لنفسية أبنك.. فهناك فرق كبير بين العصرين والظروف مختلفة.
15- اكتشف مواهبه:
حاول أن تبدأ يوماً جديداً كلما طلعت الشمس تنسى فيه كل أخطاء الماضي، فكل يوم جديد يحمل معه فرصة جديدة، يمكن أن تنمي حبك لأبنك أكثر من ذي قبل وتساعدك على اكتشاف مواهبه.
16- اشعرهم بحبك لهم:
احضن أولادك وقبلهم، فهم يحتاجون من يحبهم، وقل لهم أنك تحبهم افعل هذا کل یوم، فمهما كثر ذلك هم في احتياج له دون اعتبار لسنهم صغار كانوا أم کبار و حتى متزوجين، ولديك منهم أحفاد.