زكريا النبي
كلمة “زكريا” في العبرية تعنى “يهوه يذكر”. كان هذا الاسم شائعًا عند اليهود، إذ ورد فى الكتاب المقدس حواليّ ثلاثين شخصًا يحملون هذا الاسم.
هو زكريا بن برخيا بن عدو (1:1). ولد في أرض السبي، ومات والده في السبي بينما كان مازال صغيراً فتبناه جده، لذلك بنسبه عزرا لجده (عز1:5 + 4:6). وجاء وهو طفل مع جده “عدو” في أول دفعة من الراجعين مع زربابل من السبي (نح 12: 1، 4، 7)، وكان جده رأسًا لعائلة كهنوتية معروفًا وسط الشعب.
بدأ زكريا نبوته في السنة الثانية لداريوس هيستاسيس عام 520 ق.م، وعاصر زكريا زربابل الوالي ويهوشع الكاهن العظيم وحجي النبي (زك 3: 1؛ 4: 6؛ 6: 11؛ عز 5: 1-2). وكان صديقاً لحجي النبي حتى جاء في التقليد اليهودي أن زكريا دُفن بجوار حجي الذي كان زميلاً ومحبًا له.، وكان يحث على بناء الهيكل كاشفاً أمجاد الهيكل الجديد، الخاص بالعصر الماسياني، أي هيكل جسد المسيح مثل حجي النبي.
أصدر كورش ملك فارس منشورًا عام 538 ق.م فيه سُمح للراغبين من اليهود أن يعودوا إلى مواطنهم لإعادة بناء الهيكل (2 أى 36: 22، 23؛ عز 1: 1-4). وإذ كانت الظروف المالية لغالبية اليهود المسببين حسنة استصعبوا العودة ليبدأوا حياتهم من جديد في بلدهم التي نهبها الأمم بالرغم من شعورهم بالمذلة كمسبيين وحرمانهم من هيكلهم وعبادتهم. وهكذا لم يرجع سوى خمسين ألفًا يُعتبرون النخبة الممتازة منهم نسبيًا، الذين إلتهبت حياتهم غيرة على إعادة بناء بيت الرب.
وفى الشهر الثاني من عام 536 ق.م وضعوا الأساسات (عز 3: 11-13) لكن السامريين قاوموا العمل (عز 4: 5) فتوقف حوالي 15 عامًا. وإذ إحتل داريوس المُلك عام 521 تشجع النبيان حجي وزكريا على حث الناس للبدء من جديد تحت قيادة زربابل الوالي ويهوشع الكاهن. حاول تتناى الحاكم الفارسي لغرب الفرات إعاقة العمل بإرسال استفسار للملك يحمل في طياته إيقاف العمل، لكن الملك أكد قيام المنشور السابق، إذ كان يعطف على قضية اليهود، لإعتقاده بعبادة الإله الواحد وغيرته على تقديم روائح سرور لله والصلاة من أجله هو وبنيه (عز 6: 6-12).
انتهت المقاومة الخارجية لتظهر مقاومة أمر وأقسى هي وجود اتجاه مضاد لدى الشعب وفتور شديد في العمل، إذ حسبوا توقف العمل هذه السنوات علامة عدم رضى الله عليه، وقد انهمك كل واحدٍ فى العمل لحساب مصلحته الخاصة، الأمر الذي وبخهم الله عليه في حجي: “هذا الشعب قال أن الوقت لم يبلغ، وقت بناء بيت الرب… هل الوقت لكم أن تسكنوا في بيوتكم المغشاة وهذا البيت خراب؟!” (حجي 1: 4).
ويذكر التقليد اليهودي أن زكريا هذا طالت أيامه وعاش في بلاده ودفن بجانب حجي الذي كان زميلًا له.
وتُعَيِّد له الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 15 أمشير.
النبي حجَّي | العودة من السبي | نحميا |
تاريخ العهد القديم |