بدعة بولس السيمساطى

 

ولد فى سيمساط (مدينة صغيرة فيما بين النهرين) عن والدين فقيرين ولكن حاز على غنى طائل بوسائل محرمة. ولا يعلم باى واسطة توصل الى ان يكون بطريركا على الكرسى الانطكى، ولما اثرى بعد الفقر المدقع انهمك بالملاذ وكان يصطحب معه اين قام او رحل امرائتين جميلتين يقضى معهما اكثر اوقاته وكان مغرما بالرفاهية والفخفخة بحيث لم يكن يسير فى الطرقات الا ومائة من الخدم يتقدمونه ومائة يتبعونه،  وابدل تراتيل الكنيسة بنشائد لمجده كلف بنشيدها النساء واذا خطب كان يجعل الناس تصفق له اخر كل مرة.

وكانت له حظوه كبرى عند زينب ملكة تدمر حتى وكلت اليه جباية الخراج وبذلك تقلد وظيفة دوسناريوس (اى والى من الدرجة الاولى له مرتب سنوى 280 سترشيا اى 35960 فرنكا) ، وكان حرصه على القيام بوظيفته المدنية اشد منه على اتمام فروضه الدينية لانه كان يتخذها سلاحا ضد اكليروسه و رعيته خوفا من مقاومتهم له.

وقد استمر فى طغيانه وتجبره حتى سقط فى هرطقة فظيعة زعم فيها ان ابن الله لم يكن من الازل بل ولد انسانا حل فيه كلمة الله وحكمته عندما ولد من العذراء وان هذه الحكمة التى مكنته من ان يعلم ويعمل العجائب وفارقته حين قدم على الالام،  وبسبب اتحاد الكلمة الالهية هذا بالانسان يمكننا أن نقول ان المسيح هو الله وليس بمعناها الحقيقى، ونشا عن ذلك ضلالة الاخر وهو انه كان فى المسيح اقنومان وابنان لله احدهما بالطبيعة و الاخر بالتبنى وبذلك شابه سابليوس فى انكار الثالوث الاقدس بقوله يوجد اله واحد تحسبه الكتب المقدسه بالاب وان حكمته وكلمته ليست اقنوما بل انها فى العقل الالهى بمقام الفهم فى العقل الانسانى.
ولما بلغت القديس ديونيسيوس البطريرك السكندرى اخبار هذا الهرطوقى أرسل اليه رسائل عديدة وبين له فيها مخالفة غواياته لنصوص الكتاب وشهادة الاباء. وقد جاوب بولس على بعض هذه الرسائل موارباً و موارياً ضلاله.  و لاجله عُقد مجمع فى انطاكيه تكرر انعقاده مرارا. وكان المتقدمون فيه فرميلينوس اسقف قيصريه واغريغوريوس اسقف قيصرية الجديدة واخاه ايثنوذورس و ايلينوس اسقف طرسوس وايماناوس اسقف اورشليم و غيرهم كثيرون. اما القديس ديونيسيوس فلم يتمكن من اجابة دعوة المجمع لداعى شيخوخته واكتفى بما ارسل من الرسائل للمجمع و بولس مفندا ضلاله كما مر بنا.
وكان بولس السيماساطى حينما يحضر المجمع يراوغ كثيرا فى اقواله فمن جهة لا يبوح بحقيقة اعتقاده و من جهة اخرى يسلم للمجمع بما يطلب منه التصريح به.
اما بولس فما فتئ مستمرا على ضلاله مستعملا المرواغة فى جميع اقوله فكان تارة يستغيث من قساوة الاساقفة عليه، و طوراً ينكر ما عزى اليه من الضلال حتى عقد بشانه مجمع اخر حضره اساقفة اكثر عددا و خلعوه من بطريركية الكرسى الانطاكى واقاموا عوضا عنه دمنوس غير انه لم يرضخ للحكم بل استعصى بالدار البطريركية مستعينا بقوة تدمر فعرض الاساقفة امره الى القيصر الرومانى اورليان فحكم بان تعطى الاسقفية لمن انتخبه المجمع.

فاصل

بدعة بيرلس أسقف البصرة

القرن الثالث العصر الذهبي

بدعة ماني

المجامع – البدع – الهرطقات
تاريخ الكنيسة القبطية

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى