البابا مقاريوس الثاني
البطر يرك التاسع والستون
بعد وفاة البابا ميخائيل ترشح اثنان للبطريركية من رهبان دير أبی مقار ولم يتمكن انتخاب أحدهما وذلك لان أحد المرشحين كان عمره أقل من الخمسين والقانون يحذر انتخاب بطريرك ممن لم يبلغوا هذا السن و بعد مرور ستة أشهر على خلو البطريركية قرر الاساقفة في المجمع الاكليريكى الذي انعقد بالقاهرة انتخاب أحدهما المدعو مقار وتمت رسامته في 13 هاتور سنة ۸۱۷ ش و ١١٠٢ م في عهد خلافة الآمر بن المستعلی.
غير أنه اعترض على انتخابه لانه كان من ثمرة ثاني زواج وشروط انتخاب البطاركة تقضى أن لا ينتخب البطريرك الا إن كان ابن أمه من أول زوج و بعد التحقيق ظهر للاساقفة أن اباه تزوج مرتين لا أمه فوافقوا على تكريسه.
وقد حاول اكليروس الاسكندرية أن يلزموه قبل رسامته بالتوقيع على تعهد بدفع مرتبات باهظة سنوية . واذ كان هذا الاب غير راغب في منصب البطريركية امتنع بتة أن يقيد نفسه بأي شرط . ولما صمموا عليه وضايقوه فر منهم وانزوى في أحد الأديرة ولكنهم اذ لم يجدوا من يصلح غيره أحضروه رغمًا وتنازل اكليروس الاسكندرية عن غلوائهم وقبلوا أن يدفع لهم ۲۰۰ دینار كل سنة فقط.
وعلى اثر رسامته دعاء الاساقفة الى رفع القربان في كنيسة المعلقة فهاج رهبان دير أبي مقار لمخالفة ذلك لعادة سلفائه الذين كانوا يرفعون أول قربانهم في ديرهم . وتنازعوا مع الأساقفة والأراخنة وألحوا طالبين عدم انقطاع عادة ديرهم فأجابوا طلبهم وأخذوا البطريرك وانطلقوا به الى دير أبي مقار واحتفلوا به احتفالا عظيم.
وفي عهد هذا البابا توفي الانبا شنوده أسقف مصر فطلب منه وجهاء الأقباط في مصر وفي مقدمتهم الشماس يوحنا بن صاعد أن يوسم لابروشيتهم أسقفا عوضه وكان البطريرك غير ميال لوجود أسقف خاص في ابروشية مصر خوفا من مزاحمته اياه لان أسقف مصر كان يعادل البطريرك في المنزلة و يزاحمه على مراكزه ودخله فلم يجبهم اجابة تامة بل كان يعدهم من يوم لآخر حتی ادركوا أغراضه فتعصبوا ضده وأصروا على طلبهم حتى التزم رغما عنه أن يكمل مرغوهم واستمر هذا البابا على الكرسي المرقسي ۲۹ سنة و ۷ اشهر كانت كلها سلام وفرح ثم تنيح في 4 توت سنة 844 ش و ۱۲۲۹ م.
البابا ميخائيل الثاني | القرن الثاني عشر | العصور الوسطى | البابا غبريال الثاني |
تاريخ البطاركة | |||
تاريخ الكنيسة القبطية |