البطريرك الحادي والسبعون

بعد وفاة البابا غبريال أهتم الأساقفة بانتخاب خلفه فلم تتفق كلمتهم على واحد وذلك بسبب مقاومة راهب من عائلة معروفة يقال له يؤنس بن كوران كان يريد أن يكون بطريرکاً وكان من حزبه لقانه من أعمال البحيرة وخيروستوذولو أسقف فوه وميخائيل أسقف طنطا . غير ان أساقفة الاسكندرية والصعيد أبوا بالاجماع قبوله واتحد رأى الكل أخيرًا على اختيار ثلاثة رهبان ينتخبون أحدهم بالقرعة بطريركا وهم يؤنس بن أبي الفتح وميخائيل من دير أبي يحنس وسليمان بن الدخیاری من دیر برموس فوقعت القرعة على ميخائيل الملقب بابن الدقادوسی.

 ومع أن هذا الراهب كان معروفا بشدة التقوى والنسك الا انه كان لا يدرى شيئا من العلم ولم يكن يعرف القراءة و الكتابة سواء بالقبطية أو العربية ولم يمنع ذلك من انتخابه لشدة لياقته لذلك المنصب الخطير فکرسوه باحتفال عظيم في أحدى كنائس بابليون في اليوم الحادي عشر من أبيب سنة ٨٦١ ش و ١١٤٥ م في عهد خلافة الحافظ محمد.

وحال جلوسه على الكرسي فتح الله ذهنه و وهبه قسطا وافرا من الحكمة . ولكن لم تطل مدته سوى  تسعة شهور و 16 يوما وتوفي في ۳ برموده سنة ٨٦٢ ش و ١١٤٦ م وقيل انه مات مسموما والذي أقدم على سمه أحد الرهبان المحبين للعيشة الرخوة وكان البطريرك يوبخه فلم يطق توبیخه.