سمات الخادم التكويني
فرق بين الخادم ” التلقينى ” أي الذي يلقى العظات والمحاضرات على مخدوميه ، دون أن يحرك فيهم روح الحوار والمشاركة والبحث والتفكير ، وبين الخادم ” التكويني ” الذي يجعل مخدوميه أناساً يتحملون المسئولية ، وعندهم وعي ، ويمكنهم المشاركة والمساهمة، بالتفكير والتنفيذ والإبداع .. وهكذا يسيرون في طريق النمو .
إن السيد المسيح هو أعظم مثال للخادم التكويني ، فمع أنه الإله القادر على كل شئ ، إلا أنه أعد صفوفاً من التلاميذ والمساعدين، بدءاً من الأثنی عشر تلميذاً، إلى السبعين رسولاً، إلى الخمسمائة أخ الذين عاينوا قيامته وشهدوا لها، إلى المائة والعشرين اسماً الذين حل عليهم الروح القدس في العلية ، يوم الخمسين ..
فما هي سمات الخادم التكوینی ؟ وما هي وسائله ؟
١- سمات الخادم التكوینی
يتسم الخادم التكويني بسمات عديدة منها … أنه :
- لا يحس بالعصمة أو الأفضلية أو التميز.
- يحترم إنسانية كل إنسان .
- يؤمن بوجود مواهب لدى كل إنسان.
- يكتشف الطاقات وينميها .
- يشجع المجموعة على التعبير عن نفسها.
- ويشجع الإبداع لدى كل شخص .
- يؤمن بالعمل الجماعي .
أ- الخادم التكويني لا يحس بالعصمة والتمييز : فأنت لا تملك كل الحقيقة، أو كل الطاقات ، أو كل المواهب، ولست أفضل من أحد لولا نعمة الله العاملة فيك ، فلا تحس – إذن – بالعصمة أو التميز أو الأفضلية . ولذلك نجد أن أقوى سلاح تغلب به في الخدمة هو الإتضاع ، وإذا رفعت رأسك للسماء فرجليك لن تثبتا على الأرض ، أي أن الكبرياء سوف تدفعك للسقوط، وإذا لم تكن ممن يقبلون النقد ، فأنت في ضعف وخطر ، ولن تعرف أخطاءك أو سلبياتك ، ولن تصححها.
إن موسى النبي ، الذي لم يكتب سوى المزمور التسعين ، قدر لنفسه أن يحيا ۸۰ سنة على الأكثر .. قضى منها 40 سنة في بيت فرعون ، و 40 سنة أخرى في البرية ، وحين أعتقد أن حياته قد انتهت ، دعاه الرب إلى عمل مجيد ، أمضى فيه 40 سنة أخرى .
ب- يحترم إنسانية الإنسان : لا يخدش مشاعر أي إنسان بسيط ، بل يحترم كل إنسان . ولا يتهكم على أحد ، بسبب ضعف جسدي أو ذهني، أو عقلي فأنت سوف تكبر وقد تعاني من أمور كهذه .. أضحك معه ولا تضحك عليه ، لأن الله خلقه على صورته ومثاله ، وهو قطعة غالية في قلب الله، وقد أحبه الرب وفداه ، وأودعه وزنات وعطايا كثيرة.
ج- يؤمن بوجود مواهب لدى كل إنسان : فلا يوجد إنسان ليس عنده مواهب. كل إنسان مهما كان – لديه مواهب خاصة ، أعطاها له الله ، فمثلاً ليست الأمية الحرفية هي الأمية فقط ، بل الأمية الثقافية أهم وأخطر ، فكم من إنسان أمي فيه حكمة إلهية، وروح قيادة ممتازة. كل إنسان لديه مواهب ووزنات وطاقات ، المهم أن نكتشفها وندعها تعمل.
د- يكتشف الطاقات وينميها : لابد أن يكون هناك تخريج للصفوف المتتالية من الخدام ، فالله يرفض الخادم الأوحد، المعتز بنفسه ولا يعطى فرصة للآخرين. إذن فلنكتشف الطاقات ونسعى لتنميتها ، وهذا يأتي من العمل، والخدمة، والتعبير عن النفس، وبدون هذا لا يمكن إكتشاف الطاقات، ولا استثمار الوزنات الكامنة لدى كل إنسان.
هـ- يشجع على حرية التعبير : فالكلام في اتجاه واحد خطير .. ولابد أن يكون الخادم متقناً فن الاستماع . أترك المخدوم يعبر عن نفسه ولا ترده أو تمنعه ، فالتشجيع على التعبير مهم ، إذ يجعلك تعرف ظروفه، وتساؤلاته ، وهمومه ، وطاقاته ، ووزناته ، ومستواه الروحي … الخ .
و- يشجع على الإبداع : إذ أن القائد الفعال يعرف أن هناك طاقات مبدعة لدى أفراد مجموعته ، ويعمل على أن يظهر الجوهر الخصوصي لكل عضو ، حتى تستفيد المجموعة بمواهب أفرادها . وكمثال على ذلك ما تقيمه الكشافة من مسابقات مثل : المسامر ، الموسيقى ، الصحفي ، القصاص ، المتحدث ، الفنان ، قراءة الشاعر ، وذلك لاكتشاف وإنماء مهارات وطاقات الأعضاء ، وإثراء الجماعة .
ي- يؤمن بالعمل الجماعي : إذ يشيع القائد مناخاً جماعياً يشجع على الابتكار ، وعلى التعاون والتفاعل معاً ، فالكل – كما نعلم – أكبر من مجموع الأجزاء ، والعمل الجماعي ينتج لنا طاقات جديدة ومتجددة ، أنه لن يعتمد على شخص واحد ، بل على جهاز من الخدام .
٢- وسائل الخادم التكوینی
يستخدم الخادم التكوینی وسائل كثيرة منها :
١- الحوار .
٢- التعلم بالممارسة .
٣- المشاركة
4- التعلم بالالتقاط
5- مجموعات العمل .
أ- الحوار : وهو لغة العصر والوسيلة الوحيدة الإنماء الإنسان ، منذ الطفولة ، وإلى نهاية العمر ، لأنه يقوم على الأخذ والعطاء ، الانفعال والتفاعل ، القبول والرفض . والحوار يؤدي بنا إلى
1- معرفة احتياجات السامعين .
۲- معرفة طاقاتهم .
٣- الوصول إلى قناعات مشتركة .
4 – الوصول إلى قرار سليم .
5- يجعل الخدام يساهمون بإيجابية في تنفيذ القرار المتفق عليه .
6- معرفة مشاكل المجموعة والأفراد
7- الانتباه إذ يستخدمون حواس عديدة كالسمع والنظر والنطق ، بعكس المحاضرة ذات الاتجاه الواحد .
ب- التعلم بالممارسة : لأن ممارسة الشيء ، أقوى وسائل التعليم … وذلك مثل : القداس التعليمي ، زيارة الأديرة لمعرفة أساسيات الرهبنة ، الشماسية ، والتسبحة . حين يمارس الإنسان الخدمة عملياً سوف يتعلم الكثير فعلا .
ج- المشاركة : أي أن يشترك أعضاء المجموعة في صنع الدرس ، وقيادة الاجتماع ، لكي يتحول كل شاب إلى جزء من الاجتماع ، فيرفض الخروج خارج الكنيسة ، بل يكون له دور إيجابي في العمل .
إن الاشتراك في صنع الاجتماع ، يجعل كل عضو جزءاً حياً ، يتمتع روحياً ونفسياً واجتماعياً بالانتماء إلى هذا الاجتماع ، وإلى الكنيسة ، والرب يسوع .
د- التعلم بالالتقاط : ومعناه أن تكون قدوة ، فيتعلم أعضاء المجموعة من تصرفاتك ، وسلوكياتك ، أكثر مما يتعلمون من كلامك وتعاليمك . حتى أسلوب الخدمة وروحها ، سوف يلتقطونها منك .
هـ- مجموعات العمل : حتى يتحول الاجتماع إلى مجموعات عمل وذلك يؤدي إلى : التعارف ، اكتشاف المواهب ، الخجول يتكلم ، الاقتناع بما يقوله أحد زملائه ، وصول المخدوم إلى الحقيقة بنفسه ، تدريب قادة جد .. الخ .
من المسابقة الدراسية – خدام وخادمات المراحل – مهرجان الكرازة 2011