صلاة لطلب النعم والثمار – لمار إفرام السرياني
ان حبك ياسيدي يسرى في قلبي كما تسرى النار في الحطب فتأكل من قلبي كل خبيث وتحرق كل نجس، إذاً فاعطنی یاسیدی بسماحة وبلا كيل حسب وعدك وكما يليق ان يعطيه إله لأنسان وأب حنون لأبن مسكين. وان كنت غدرت وخالفت ولازلت اخالف فانا ترابی فارغ فأملأني كما ملات اجران الماء من الحياة. اني جائع فاشبعني كما اشبعت خمسة الآف من خبز البركة. يامن قبلت فلسي الأرمله اقبل شحيح طلبتي لأمير بنعمتك هيكلا لك فتسكن في وتستريح معي فتعلمنی کیف ارضيك وابتهج بك. استشفع اليك يارب بصلوات الذين ارضوك ان يكون لي انا الصغير والحقير بينهم نصيب في مجد اقدمه لك وتسبيح لا يهدأ. قد فتح عبدك فمه مع قلبه فاملأهما بنعمتك لأن الكل يسبح بمجدك فان كان الهواء يهب مفتخراً بخفته والطير يغرد متعجباً بنغماته فهذا من قبل مجد حكمتك، وإن كانت الأرض تزهو بحلة الأزهار الرائعة فهذا لم تنسجه يد بشر ولكنها أصابعك يارب الجمال. وان كان البحر يزهو بامتلائه لخير العابرين فوقه فليس من كف تصب فيه ولكنها عناية السماء يارب البركة، وان كانت الأرض اخرجت زرعاً فليس الزرع بمستطيع من ذاته أن يخرج الثمر ولكنه عطية خيريتك.
أمطر يارب على قلبي من بركتك فينمو زرع الفضيلة في قلبي وتعهده بالمراحم ليخرج ثمر البر برحمتك.
وكما تزدان اعشاب الحقل بجمال الزهر زين نفسی الموحشة بازهار الطاعة والتواضع والمحبة والصبر، وماذا اقول وقد اعجزني القول. هاهي صلاتي ضعيفة اقدمها ومن امامي وخلفي أجر ثقل اثامي.
الويل لي انا الخاطئ الكسول المتواني الذي وصلت الى مثل هذه السيرة الرديئة. ها اخواني قد تزينوا بالفضائل ويتقون الله بالحقيقة وانا عار منها. اقدم الأمس على مافرط منى واكمل اليوم اقبح منها. وهب لي الله حياة وعافية ولكن بدل ان امجده بهما اخطئ اليه. فإلى متى اتواني وإلى متى اتهاون وكيف لا اعرف ضعفی والى متى اقاوم الذي خلقني. أطعت الشيطان حتى صرت عدو الملائكة وعاراً عندهم.
الى من اشتكى من ذلك الذي ليبكي على انا الشقي. عدوی اوقفنی مجردا بسبب توانی وکسلی، ملأ بطنی شهرة وسد عيني بالنوم حتى جعلني غريباً عن القناعة غريبا عن السهر والصلاة وغرس في قلبي محبة الفضة حتى الهاني عن نفسی فجفت دموعي وغلظ قلبي وتحايل على حتى فصلني عن الطاعة التي بالمسيح. جعلني بطالاً حسودا معاتباً تماماً منافقاً محباً للفتنة. اخفى عنى الخشبة الطويلة التي في عيني وكشف لى عن القذى الصغير الذي في عيون الناس حتى صرت بارا امام نفسي وصار كل الناس امامی مدانين. يشير على الشيطان ان اخفى افكار قلبي واذا سقط أخي في هفوة يحركني لألومه وافضحه ويجعلني انسى كل شئ واتذكرها. دربني كل يوم كيف أكون غضوباً متكبراً شرها محباً للذه أشبع وأسكر منها وانا عالم بنجاستها وعقابها .
خسارة نفسى جعل لي بسببها فوائد كما يصورها لي الشيطان. میرنی مهزاراً رديئاً اقرأ وارتل بلا خشوع أو ورع حتى اني حينما أصلى لا أعرف ماذا أقول مراراً كثيرة. وعظت من رجال قديسين وكنت دائما أخالف مشورتهم… ويحي متى أرجع الى ذاتي وعلى من أعتمد بعد ان أغضبت الهي الذي خلقني وأنكرت نعمة الذي يسترني برحمته كل يوم.
أعطنى قوة يارب أهرب بها من عدوى الذي ربطني باعماله الرديئه التي إنغرست في نفسي فانه كذاب وابو الكذاب وهو قتال للناس منذ البدء لا يشفق على من يطيعه بل يقتنيه الى الهلاك.
أسجد الآن بين يديك يارب القوة والمجد معترفاً بخطایای
إذ أنك تقبل كل من يقبل اليك لأنك محب للناس عامة
آمين.