طقس الصلاة

 

حتى نستوفى دراسة النواحي النظرية للصلاة ، يبدو لي ان من المناسب ان نعالج بايجاز بعض النقاط التي ترتبط بتقديم الصلاة ، مثل الحـالة النفسية أثناء الصلاة ، والهيئة الجسدية التي يجب أن نلتزمها ، والمكان المناسب للصلاة ، والاتجاه الذي نتخذه طبقا للظروف التي تتعرض لها . والأوقات الملائمة للصلاة وغير ذلك من الأمور .

. والحالة النفسية تشير الى النفس ، كما ان الهيئة تشير الى موقف الجسد . وقد ذكرنا فيما سبق ان معلمنا بولس يشرح لنا ما نقصده بالحالة النفسية بقوله أننا يجب ان نصلي .. بلا غضب ولا جدال، وعن هيئة الجسد يقول أيضا انه حين نصلي يجب .. رافعين أيادي طاهرة ويبدو لي ان هذه الفكرة مقتبسة من سفر المزامير من حيث نقرا .. ليكن رفع یدی کذبيحة مسائية وبالنسبة للمكان يقول الرسول أيضا : فاريد ان يصلي الرجال في كل مكان وعن الاتجاه يوصينا سليمان في سفر الحكمة أن نسبق الشمس الى شكر الله . وأن نحضر امامه عند شروق النور.

الحالة النفسية :

 اعتقد ان الانسان الذي يتأهب للصلاة ، فيقف قليلا في صمت وبعد نفسه وروحه الصلاة . يستطيع أن يحصر انتباهه بذهن مجموع في الجو اللائق طوال صلاته . لأنه يجب فعلا أن يطرد من عقله جميع التجارب والمغريات وكل ما يساعد على تشتيت الذهن . ومن الحق عليه ـ على قدر طاقته ـ أن يتذكر عظمة الله وجلاله وهو يتأهب للاقتراب منه ، والا ينسى أنه مما لا يتفق مع التقوى أن يدنو من الله بروح الحماقة أو عدم المبالاة ، أو يمارس الصلاة باستخفاف واحتقار . يجب أن يخلى ذهنه من كل الخواطر والأفكار الخارجية وبعد ذلك يدخل الى أعتاب الصلاة.

وعليه ـ كما ينبغي أن يقال ـ أن يرفع روحه قبل أن يرفع يديه ، وان يرفع ذهنه وفكره الى الله قبل أن يرفع عينيه ، فقبل أن يقف للصلاة لا – له أن يرفع روحه عن كل الأمور الأرضية ، ويتجه بها الى الله ضابط الكل يجب أن يستبعد من ذاكرته كل تذكارات الاساءات والأخطاء التي ارتكبها الآخرون في حقه تماما كما يتمنى هو أن يغفر له الله خطاياه الكثيرة واساءاته نحو اخوته او غير ذلك مما يعرفه عن نفسه وعن تصرفاته التي جانبه فيها العقل الصحيح .

 هيئة الصـلاة :

ومع انه توجد أوضاع عديدة للجسم يمكن للمرء أن يتخذها اثناء الصلاة، الا ان الأيدي المرفوعة[1] والعيون الخاشعة التي تتطلع في رهبة الي السماء تفضل غيرها من الأوضاع . فالوضع الذي يتخـذه الجسد يعبر ويكشف عن الخصائص اللائقة بالروح اثناء الصلاة هذا هو الوضع المعتاد كما ينبغي أن يكون . ولكن هناك ظروفا استثنائية قد تضطرنا الى الصلاة – وبلياقة أيضا – ونحن جالسون كأن يعاني الشخص مثلا من ألم شديد في قدمه . بل وقد يضطر الانسان الى الصلاة وهو نائم اذا كان مصابا بالحمى مثلا أو ما شابه ذلك من الأمراض التي لا تتيح له القدرة على الوقوف أو الجلوس . كما يمكن للانسان أن يتخذ أي وضع آخر قد تمليه عليه الظروف ، فاذا كان مثلا في سفر او يؤدي عمله مما لا يسمح له بالخلوة للصلاة كما ينبغي ، فلا بأس عليه من الصلاة دون الالتزام بذلك المظهر الذي ينم عن الصلاة. 

اما فيما يختص بالركوع او السجود ، فهو أنسب الأوضاع عندما يعترف الانسان بخطاياه امام الله ، راجيا رحمته طالبا الشفاء بغفران خطاياه. ولا بد لنا ان نعلم ان هذا هو الوضع السليم الذي يليق بالابن الخاضع المتضع أن يتخذه أمام الآب . ولذلك يقول معلمنا بولس : بسبب هذا احنى ركبتي لدى أبي ربنا يسوع المسيح الذي منه تسمى كل عشيرة في السموات وعلى الأرض وهذا ما يسمى بالسجود الروحي لأن كل الكائنات تخضع  للاب باسم يسوع وتتضع أمامه كما يدلنا على ذلك قول الرسول : باسم يسوع يجب أن تجثوا كل ركبة مما في السماء وما على الأرض وما تحت الأرض. وليس معنى هذا اننا نعتقد أن المخلوقات السمائية لها ركب جسدية ، بل قد أثبت لنا الدارسون المحققون أنها تتميز بأجسام علوية حتى اذا لم يقبل العقل مثل هذه الأمور ، فنحن نقبلها ونرى أن لا مناص من قبول هذا اذا أردنا الا نمتهن المنطق والعقل، لأننا نعلم بالمنطق والعقل ان كل عضو من أعضاء الجسد يقوم بالوظيفة التي تخصه والتي تناسبه، ونؤمن أيضا أن الله لم يخلق شيئا دون سبب او بلا حكمة خاصة وعلى هذا فمن الخطأ أن نظن ان الله أعطى هذه الكائنات السمانية اجسادا لا هدف لها ولا وظيفة تؤديها كما أن من الخطأ أن نظن أن الأجهزة الهضمية والقناة الهضمية تؤدي وظيفتها الجسدية المعتادة عند هذه الكائنات . ومن ناحية اخرى لو تصور الانسان أن الأجسام السماوية تشبه التماثيل لأنها تشابه الانسان في مظهره الخارجي فقط بينما تختلف عنه في داخلها ، غلا شـك في ان هذا التصور لا يمكن أن يقبله المنطق أو العقل . هذا هو تعليقي على موضوع السجود وعلى النص : باسم يسوع يجب أن تجثو كل ركبة مما ن السماء وما على الأرض وما تحت الأرض . وكذلك في قول النبي : انه لي تجثو كل ركبة لأنها تحمل نفس المعنى السابق.

موضع الصلاة :

اما عن المكان فمن الملاحظ أن كل مكان مناسب للصلاة المقدسة : في كل مكان يقدم بخور لي .. يقول السيد الرب ، فأريد أن يصلي الرجال في كل مكان. واذا أراد الانسان أن يصلى في سلام وبدون قلق ، فلا بد له ان يختار مكانا معينا في منزله اذا اتسع لذلك ويجعله مقدسا او قدسا وهناك يقدم عبادته وصلواته[2] وعند تحديد هذا المكان ، لابد للمؤمن ان يستوثق من أن شيئا يتعارض مع الشريعة والتعقل لم يحدث فيه من قبل على الاطلاق ، لأنه ان لم يدقق في هذا الأمر ، يجعل نفسه والمكان الذي اختاره محرومين من عناية الله .

وعندما أفكر بعمق في موضوع المكان ، أجد نفسی مدفوعا الى دراسة احد الاعتبارات، الذي قد يبدو مستهجنا الى حد ما ، ولكن مع اعمال العقل نجد انه لا يمكن تجنبه أو التغاضي عنه، ويمكني صياغة هذه المشكلة على هيئة تساؤل : هل يليق أن يقدم المرء صلاته في نفس المكان الذي يتم فيه الفعل الزوجي ، وهل هذا المكان يتسم بالطهارة والقداسة ؟ والسؤال يجرنا الى الحديث عن العلاقة الزوجية المشروعة طبعا التي لا تمنع بل سمح بها طبقا لقول الرسول على سبيل الاذن وليس على سبيل الأمر. فاذا كان الرجل لا يستطيع أن يتفرغ للصلاة كما ينبغى ، بل ـ بموافقة ـ يقدم صلاته الى حين فليس من الغريب ان يفكر هذا الانسان في مدى لياقة هذا المكان لأداء الصلاة.

ولكن الذي لا شك فيه أن المكان الذي يجتمع فيه جماعة المؤمنين بصفة خاصة يساعد على ممارسة الصلاة ويجعلها أكثر حرارة وفاعلية وهذا أمر طبيعي لأن قوات الملائكة تشترك مع جماعة المؤمنين هنا حيت تحل قوة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح نفسه ، وفي هذا الموضع تجتمع أيضا أرواح القديسين سواء منهم الذين سبقونا ورحلوا من هذا العالم أو القديسين الذين ما زالوا في أرض الأحياء ، ولو أن شرح هذا الموضوع ليس بالأمر اليسير .

ما قلناه عن الملائكة يمكنا أن نستخلصه من قول الكتاب : ملاك الرب حال حول خائفيه ويخلصهم فاذا كان ملاك الله يحل حول خائفيه ويخلصهم ، واذا كان يعقوب فيما يقوله عن الملاك الذي يخلصه من كل الشرور لا يصدق على حالته هو فقط بل يصدق هذا القول على كل المكرسين والمقدسين لله العارف كل الأشياء ، فمن المحتمل جدا أن المؤمنين حين يجتمعون ، بل ويجتمع الكثير منهم قانونيا لمجد المسيح ، فلا بد ان ملاك كل منهم يحل حول خائفى الرب ، ويقف الى جوار الإنسان المنوط به حمايته وارشاده . وهكذا عندما يجتمع القديسون معا ، تلتئم الكنيسة بشقيها من البشر والملائكة .

ويقـول روفائيل الملاك عن أحـد الرجال وهو طوبيا أنه كان يقـدم صلاته تذكارا قدام الله . وقال مثل هذا عن سارة التي صارت كنته فيما بعد عندما تزوجت طوبيا الابن أو طوبيا الأصغر . فاذا كان هذا هو الحال في صلاة رجل واحد فماذا يقال عندما يجتمع الكثيرون بالفكر الواحد والقياس الواحد ، ويصبح جميعهم مما جسدا واحدا في المسيح ؟ يتكلم القديس بولس عن قوة الله التي تملأ الكنيسة وتحل فيها فيقول : اذ انتم وروحی مجتمعون مع قوة ربنا يسوع المسيح وعلى هذا القياس يمكنا أن نقول أن قوة الله لم تسكن فقط في كنيسة أفسس بل كانت كذلك في كورنثوس واجتمع معهم بالروح ، فلا بد لنا اذا من أن نثق يقينا أن القديسين الذين انتقلوا وفارقوا الجسد انما يحضرون معنا بالروح في الكنائس ، ولعلهم يسبقون الحسديين الى الصلاة مبكرين .

لذلك ينبغي أن نجل ونكرم الصلوات التي ترفع في الكنيسة لأنها تتميز بقيمة خاصة وفاعلية يختص بها الذين يساهمون فيها.

وكما تحل قوة المسيح وروح بولس وارواح القديسين الآخرين على شاكلته وكما تحل الملائكة حول القديسين ليشتركوا وينضموا في هذه الاجتماعات القانونية ، فلا غرو اذا كان العكس صحيحا أيضا . فاذا لم يكن المرء جديرا بملاك مقدس ، فمعنى هذا أنه يسلم نفسه الى ملاك من ملائكة الشيطان . بسبب خطاياه التي ارتكبها او بسبب عصيانه وتمرده مما يعد اهانة لله . ومثل هذا المسكين ـ وهم قلة في الكنيسة – لن يحرم طويلا من رعاية الملائكة لأنهم في طاعتهم لمشيئة الله سوف يلفتون نظر الكنيسة الى ضعفاته . أما اذا كثر عدد هؤلاء الناس . واجتمعوا معا كما لقوم عادة تنحصر اهتماماتهم في الأمور الزمنية والأرضية فلن يكون لمثل هؤلاء نصيب في عناية الله . ويمكنا ان نتبين هذه الحقيقة من قول الرب على لسان أشعياء النبي. حينما تأتون لتظهروا امامی استر عيني عنكم وان كثرتم الصلاة لا أسمع، وبدلا من أن تكون الكنيسة مزدوجة يجتمع فيها القديسون مع الملائكة الأبرار ـ كما سبق الكلام – فيكون هناك اجتماع على نقيض ذاك . يضم من البشر غير الانقياء الاضافة الى ملائكة الشر. وعن مثل هذا الاجتماع يقول الملائكة والاتقياء : لم أجلس في مجمع العبث . وفي طرق الشر لا أذهب . ابغضت جماعة الأئمة ، ومع الأشرار لا اجلس.

لعل هذا هو السبب ـ فيما اعتقد ـ الذي جعل سكان أورشليم وكل اليهودية ممن انغمسوا في الشرور والخطايا عبيدا لأعدائهم فالشعوب التي تترك الناموس يتركها الله ، وملائكتهم الحراس والصديقون الأبرار الذين كان يمكن ان يسرعوا الى نجدتهم لا بد أن يتخلوا عنهم . ان ما كانوا يظنونه في حيازتهم يؤخذ منهم. وكما لعنت شجرة التين وضربت من جذورها لأنها لم تعط ثمرا الرب يسوع وهو جائع ، هكذا يذبل هؤلاء أيضا ويجفون ، ويؤخذ منهم القليل الذي قد يتبقى فيهم بالايمان من روح الحياة.

لقد بدا لي أن هناك ضرورة أن أسوق هذه الملاحظات عن مكان الصلاة، والبركات العجيبة فيما يختص بالمكان التي تتحقق من اتحاد المؤمنين خاءفي الله عندما يجتمعون معا للغرض الواحد .

والى الشرق انظروا :

ويمكنا الآن أن نضيف ملاحظة رة تختص بالاتجاه الذي يجب ان نولی شطره وجوهنا عند الصلاة[3]. هناك أربع جهات أصلية : الشمال والجنوب والشرق والغرب . ونحن ندرك بوضوح أن الاتجاه نحو الشمس المشرقة انما يشير الى ما ينبغي أن نمارسه في الصلاة من حيث الاتجاه نحوها ، لأنه عمل رمزي يشير الى تطلع الروح وترقب الرجاء الى حيث يشرق النور الحقيقي ولكن البعض قد يروق لهم أن يولوا وجوههم شطر الجهة التي يتجه نحوها منزله وتنفتح نحوها أبوابه ونوافذه . ويبرر هؤلاء مسلكهم بأنه لما كانت منازلهم ليست لها فتحات ( نوافذ ابواب ) نحو الشرق ، وان التطلع الى السماء يلذ ويحلو للمصلى أكثر من النظر الى الجدران ، راى هؤلاء ان يتجهوا حيث توجد هذه المنافذ التي تسمح لهم برفع عيونهم الى السماء . ومع هذا أقول ان اتجاه البيوت ومنافذها من الأمور التي ترتبط بالعادات والتقاليد . وقد جرت العادة فعلا ـ حتى في المباني ان نعطى الشرق أولوية على غيره من الجهات . ولما كان هذا الاتجاه يتفق مع الطبيعة فالأجدر بنا أن نتبع الطبيعة بدلا من اتباع العادات لمجرد انها كذلك.

واستطرادا للمناقشة نقول : واذا اراد الانسان أن يصلى في الخلاء ، اما يفضل الاتجاه نحو الشرق على الغرب ؟ ماذا كان تفضيل الشرق يتفق مع منطق الطبيعة والعقل ، فالأفضل اذا ان نعمم القاعدة في كل مكان واعتقد ان في هذا الكفاية بالنسبة لهذه النقطة.

 

الفصل الثاني
عناصر الصلاة الأربع

اری ان اختم رسالتي عن هذا الموضوع بكلمة موجزة عن عناصر الصلاة الرئيسية . وقد فتشت في الكتاب المقدس فوجدت ان هناك أربعة أجزاء لا بد لنا من تعريفها حتى يدرك كل واحد منا كيف يصوغ صلاته طبقا لها[4].

ففي بدء الصلاة ، على المصلى أن يمجد الله بكل قوته ، بالمسبح الممجد معه وفي الروح القدس المساوى له في المجد . ثم عليه بعد ذلك أن يشكر الله من أجل كل عطاياه واحساناته فيذكر الخيرات التي افاضها على البشر بصفة عامة والتي وهبت له بصفة خاصة . وهذا الشكر فيما اعتقد ـ ينبغي أن يتبعه اعتراف خاشع بالخطايا مع التضرع الى الله حتى يبرئنا منها ، وهكذا نطلب ضمنا ان يخلصنا من العادات التي تؤدي بنا الى الخطية ، ثم نطلب اليه ان يرحمنا ويغفر لنا ما ارتكبناه من هذه الخطايا.

وبعد الاعتراف يأتي العنصر الرابع الذي فيه نتضرع إلى الله من أجل العطايا العظمى السمائية من أجل المصلى نفسه ومن أجل الجميع سواء كانوا اقرباء أو اصدقاء ثم نختم صلاتنا كما بدأناها بتسبيح الله بالمسيح في الروح القدس .

هذه العناصر ـ كما قلت – وجدتها متناثرة في الكاتب المقدس . فتمجيد الله نجده في المزمور 103 : يارب الهي قد عظمت جدا مجدا وجلالا لبست اللابس النور كتوب . الباسط السموات كشقة . المسقف علاليه بالمياه الجاعل السحاب مركبته الماشي على اجنحة الريح. الصانع ملائكته رياحا وخدامه نارا ملتهبة . المؤسس الأرض على قواعدها فلا تتزعزع الى الدهر والأبد . كسوتها الغمر كتوب . فوق الجبال تقف المياه. من انتهارك تهرب . من صوت رعدك ترتعب . معظم المزمور ينتظمه هذا النهج في تسبيح الآب . وكل منا يستطيع أن يجد وان يجمع لنفسه نماذج عديدة من مواضع مختلفة يتعلم منها كيف يصاغ التسبيح  والتمجيد.

 اما فيما يختص بالشكر فيمكن ان اعرض عليك مثالا من سفر الملوك الثاني. يوناثان قطع مع داود عددا من العهود والمواثيق ، وداود الذي يتكلم في هذه الصلاة يغمره شعور بالدهشة من عطايا الله ، فيقدم الشكر من اجلها فيقول : من انا يا سيدي الرب وما هو بيتى حتى اظهرت حبك الى هذا الحد ؟ وكنت صغيرا جدا في عينيك ياسيدي الرب ، فتكلمت ايضا من جهة بيت عبدك الى زمان طويل . ولكن هذه هي عادة الانسان يا سيدي الرب . وماذا يستطيع داود ان يقول لك أكثر من هذا لأنك قد عرفت عبدك يا سيدي الرب . فمن اجل عبدك وحسب قلبك فعلت. هذه العظائم كلها لتعرف عبدك أنك تتعظم أيها الرب الاله.

ومن امثلة الندم والاعتراف بالخطايا هذه الأقوال :

+ من كل معاصی نجنی.

+ قد انتنت ، قاحت حبر ضربي بسبب حماقتی . سرت يائسا انحنيت الى الغاية . اليوم كله ذهبت حزينا.

ومن نماذج الطلبات ما جاء في المزمور 27: لا تجذبني مع الأشرار ومع فعلة الاثم لا تهلكنيوغير ذلك من النصوص المتواترة في الكتاب المقدس.

واخيرا ، جيد أن تنتهى الصلاة كما بدأت بالتسبيح والترتيل وتمجيد الآب ، ابي الكل ، بالمسيح يسوع وفي الروح القدس ، الذي له المجد الى الأبد والى الدهر.

ختام الرسالة

اخی امبروسيوس واختي تاتيانا الأحباء ، اخوتي في خدمة الله الأمينة كل اجتهاد.

هذه هي خلاصة دراستي في موضوع الصلاة بصفة عامة ، والصلاة الواردة في الانجيل المقدس بصفة خاصة ، مع الظروف التي سبقتها في انجيل معلمنا متى .

ولا يخامرني شك انكما اذا طرحتما ما هو وراء ، وامتددتما الى ما هو قدام، وفي نفس الوقت رفعتما صلواتكما من أجلى ، فسوف يلهمني الله ـ واهب العطايا ـ افكارا أكثر من هذه التي عرضتها حتى أتناول هذا الموضوع مرة أخرى وأوفيه حقه بالأكثر ، بما يتناسب مع سموه و عظمته فيزداد وضوحا وجلاء .

أما في الوقت الحالي ، فيمكنكما الاطلاع عليه بما جبلتم عليه من غيرة ومن عطف وتسامح .

أوريجانوس

  1.  كان هذا الوضع مألوفا في الصلاة حتى في العبادات القديمة ، وهناك فقرات تصف هذه الممارسات في كتابات هوميروس الشاعر اليوناني وارسطو الفيلسوف و هناك شواهد كثيرة من كتابات الآباء تدل على أن الوقوف كان هو السمة الظاهرة في عبادة المسيحيين الأوائل.
  2.  مت 6: 6 ومن هذه الفقرة استنتج Danilou أن المقادس كانت شائعة الاستعمال في المنازل الخاصة في ايام أوريجانوس . وهناك كتابات قديمة نصف أحد المسيحيين الأوائل يدعى هيباركوس بأنه كان يتلو صلواته سبع مرات في اليوم امام ايقونة للصلبوت مرسومة على الجدار الشرقي لاحدى حجرات منزله.
  3.  الاتجاه نحو الشرق في العبادة والصلاة كان من الطقوس الشائعة عند قدماء المصريين والفرس وغيرهما . وهناك في الكثير من مؤلفات الآباء ما يدل على أن المسيحيين في العصور الأولى قد مارسوا هذا الطقس ، كما يتضح ذلك في أقوال ترتليانوس واكليمنضس الإسكندري وأوريجانوس و اوغسطينوس . فالمسيحيون الأوائل احتفظوا بعادة الاتجاه نحو الشرق أثناء الصلاة ولكنهم اسبغوا عليها معانى مسيحية وقيما روحية جديدة . فالفردوس الأرضي كان نحو الشرق تك 2: 8 والفردوس السمائي الذي يحيا فيه الابرار يعتقد أنه في الشرق لأن سعود المسيح نفسه حدث نحو الشرق مز 67: 34 كما أن مجيء المسيح الثاني سيكون ايضا من الشرق. مت 24: 27
  4.   عناصر الصلاة الرئيسية اربعة هي :
    (أ) تسبيح الله وتمجيده Dexology وهي تقابل صلاة التسبحة في طقس الكنيسة .
    (ب) الشكر التي تشتق منها كلمة أفخارستيا أي ذبيحة السلامة والشكر . وصلاة الشكر تقدمها الكنيسة في كل المناسبات
    (ج ) الاعتراف بالخطايا ـ التوبة
    ( د ) الطلبات أو الأواشي . Eucharist

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى