قصة أبوين قتلا أبنهما

فتح أحد الروس باب بيته ليجد أمامه ضيفًا تظهر عليه علامات الغني والثراء العظيم.

وقف الضيف قليلًا يتطلع في صاحب البيت ويظهر عليه علامات الشوق لصديقه، لكن صاحب البيت كان يتطلع إليه في جمود. أخيرًا لم يحتمل الضيف التأخير بل أحتضن صاحب المنزل وهو يقول له: “ألا تعرفني؟! أنا صديق الطفولة فلان!”

لم يصدق الرجل نفسه، فسأله: “أين كنت طوال هذه السنوات”؟

أجاب الضيف: “لقد هاجرت إلى بلادٍ بعيدة، وأنجح الرب طريقي فاغتنيت جدًا وأصبح عندي ثروة هائلة، وقد جئت إليك لكي تهيئ لي الطريق للالتقاء بوالديّ”.

 

جلس الاثنان معًا واستدعيا الأصدقاء القدامى، وأتفقواعلى أن يتوجه إلى بيت أبيه متنكرًا ويبيت كضيفٍ غريبٍ، وفي الصباح يأتي الأصدقاء ومعهم فرقة موسيقى، ويقيمون حفل تعارف بين الابن ووالديه.

ذهب الابن إلي بيته وطرق باب والديه، ففتحا له، فأخبرهم انه غريب عن القرية ويحتاج الي مكان يبيت فيه، فقبلاه ضيفًا، ودفع لهما بسخاء من أجل مبيته وطعامه. لم يعرف الشيخان أنه ابنهما بل ظنّاه سائحًا غنيًّا، خاصة لمّا أبصرا الاموال الكثيرة معه.

وفي الليل جلس الرجل وزوجته وقد ملاء الشيطان رأسهما بافكار الطمع والشر 

فاتفق الرجل وزوجته على قتل الضيف والاستيلاء على أمواله. وفي نصف الليل أخذت السيدة العجوز مصباحًا ضئيل النور وتقدمت مع زوجها، ودخلا غرفة الضيف وكان نائمًا، وعلى وجهه ابتسامة عذبة، غالبًا ما كان يحلم باللقاء مع والديه والتعارف عليهما في وجود أصدقائه وفرقة الموسيقى.

رقَّ قلب الرجل لكن الزوجة سألته أن يُسرع. فضرب بالسكين ضربة قوية قضت على حياة الابن. وقاما الاثنان بإخفاء الجريمة.

في الصباح أتى أصدقاء الابن وسألوا عن الضيف، فأنكرت السيدة، وقالت انها لم ترى أحد،. أخيرًا وبعد الانكار المتكرر قال لها أحدهم: “ويحكِ أيتها العجوز، إن ضيف الأمس هو ابنك الوحيد عاد من بلاد الغربة واتفق معنا أن نوقظه لتتعرفا عليه”.

إذ سمع الوالدان هذه الكلمات وقعا على الأرض، وكان كل منهما يصرخ: “لقد قتلت ابني!”

 

زر الذهاب إلى الأعلى