أما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح
“وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ“(رو ۹:۸)
التوجيه الذي استلمه الإنسان الأول هو هكذا : « فخلق الله الإنسان على صورته ، على صورة الله خلقه ذكر وأنثى خلقهم وباركهم الله وقال لهم : « أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض . لذلك فكل العواطف الأسرية للأب والأم والأولاد وتمسكهم ببعضهم البعض إلى أقصى درجة هو أصلا لقيام العالم وملء الأرض ، وضمانا لعدم فناء الجنس البشري . ولكن المسيح – آدم الثاني الجديد – جاء ليصنع من الإنسان الجديد ككل ، أسرة سماوية لحياة أخرى أبدية.
نعم ، هناك جذب شديد من الأسرة لحساب الجنس البشري ودوامه في العالم ، ولكن هناك أيضاً جذب آخر من المسيح لحساب الحياة الأبدية للإنسان الجديد . فالمسيح لم يأت ليُلغي الأسرة في العالم ، ولا العلاقات داخل الأسرة ، هذا الذي يحفظ النوع وجنس البشرية ، ولكن جاء ليجعل لها كياناً جديداً سماوياً تنتقل إليه بكل كيانها البشري الأُسري.
أما إن تخلف عضو في الأسرة ورفض النزوع إلى فوق ، إلى الحياة الأبدية بالالتصاق بالمسيح والروح ، وتعصب لغرائزه الأسرية لحساب العالم ، هنا وجبت التضحية بالعلاقة بهذا العضو مهما كان أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً….
نُكرر ونقول : العاطفة البشرية وغرائز الطبيعة في الإنسان هامة جداً ولكن بعد أن افتتح المسيح للإنسان حياة جديدة وأسرة جديدة فوق ، أصبح امتداد الأسرة هو نحو المسيح والحياة الأبدية .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين