إني أنا حي فأنتم ستحيون
“إني أنا حي فأنتم ستحيون” (يو 14 : 19)
قيامة المسيح من الأموات هي فعلان : الفعل الأول : هو فعل زمني تاريخي منظور ومحقق ، بل ملموس ومسموع . وقد سبق وحدده زمنيا ( في ثالث يوم ) ، أي جعل قيامته حدثاً واقعاً في صميم الزمن ، ثم أكمله بظهور حقيقي ملموس : أكل مع تلاميذه ، جلس في وسطهم ، تكلم ووبخهم …
فعل القيامة الزمني من الأفعال النادرة التي حددها المسيح بالأيام والساعات ، وهو لم يحدد الميلاد مثلاً ، ولكنه حدد القيامة بالضبط .
الفعل الثاني : هو فعل روحي سري غير منظور ولا محقق زمنياً ، وهو الذي نتقبله نحن الآن بالإيمان ونعيش فيه ومن أجله . فنحن الآن بالإيمان نرفع قلوبنا إلى فوق حيث المسيح جالس عن يمين العظمة في الأعالي ، فنحس بعلاقتنا الوثيقة بالمسيح ونرتبط بمصيرنا الأبدي ونستوطن عنده . فالقيامة هي مصدر حياتنا الجديدة ونور إيماننا . كما أننا نجاهد كل يوم بالحب والبذل والتفاني في خدمة الآخرين ، على أساس أن تُستعلن لنا قوة القيامة أكثر فأكثر في حياتنا لكي نعيش بالروح فوق مستوى أتعاب هذا الدهر ومطالبه ، لأن هذا هو مضمون القيامة وقوتها ، أي برجاء آخر غير رجاء هذا العالم.
كيف نحيا القيامة عملياً ؟
أولاً: باتصالنا بالمسيح رأساً ، كعلاقة شخصية تقوم على المحبة والأمانة والطاعة .
ثانيا : بتجردنا الداخلي وتغربنا من شهوة العالم وانفكاكناً من الربط التي تربطنا به . وحينئذ تسري قوة القيامة وننتقل من الموت إلى الحياة .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين