إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي

 

 “إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي” (يو15 : 10)

أعطي المسيح مَثَل الثبوت فيه كغصن في كرمة ؛ فهو إن ثبت في الكرمة فإنه يأتي بالثمر . وسر الثبوت فيه ، هو بأن نحفظ وصاياه . فوصاياه هي كعصارة الكرمة ، التي إذا سَرَت في الغصن تجعله يثمر ، وبقدر ثبوته يكون الثمر . بل إن المسيح يعطي نفسه مثلاً للثبوت ، أنه يثبت في الآب ويحفظ وصاياه ويحبه !! یا التواضعك ، يا رب .

وفي الحقيقة إن سر الثبوت فيه ، هو هو سر الفرح الحقيقي .

فالذي يثبت في المسيح ويحفظ وصاياه ، يهبه المسيح فرحه الإلهي ، لكي يفرح الإنسان بالمسيح ويكمل فرحه ، بمعنى بلوغه الكمال .

المسيح يحاول بكافة الطرق أن يلفت نظرنا لأهمية وصاياه وحفظها . فتارة يقول إن حفظ وصاياه هو سر الثبوت فيه وسر الثمر . وتارة أخرى يجعل المسيح أن حفظ وصاياه سيكون أساس استعلان الإنسان لسر الفرح الإلهي ، الذي سيسكن قلوبنا إن نحن حفظنا وصاياه .

حفظ الوصايا لن يكلفنا شيئا بالمرة . لأن المسيح يود أنه سيدخل بنفسه إلى أعماق حياتنا ، ويتولى توضيح وشرح وصاياه . بل ويعمل على ثبوت وصاياه في قلب الذي أحبه وحفظ وصاياه .

علما بأن وصايا المسيح يتولى الروح القدس كشف نورها وسرها للإنسان ، ويعمل على تثبيتها وتذكيره بها في قلبه . وما على الإنسان إلا الثقة بالمسيح ووعوده ، ويفتح قلبه لاستقباله متهذباً بإنجيله . ” وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي” ( إر15 : 16 ) . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى