إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة

 

” إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة” (2 كو 5 : 17)

الله خلق طبيعة روحانية جديدة للإنسان وأمدها بكل وسائط النعمة ، لكي يتأهل بها الإنسان للدخول في شركة الحياة الأبدية مع الله وميراث يسوع المسيح . ولكن الطبيعة الروحية الجديدة الموهوبة للإنسان كعمل إلهي لا تُلاشي الطبيعة الجسدية أو تلغي صفاتها وعملها ، ولكن لها عمل إيجابي في الإنسان تجاه الجسد والحواس والغريزة والإرادة والعالم ، عمل ذو اتجاهين : الأول هو إضعاف ميل الجسد للخطية ، والثاني هو اجتذابه باستمرار إلى الله .

الخليقة الجديدة بكل إمكانياتها وكل مواهبها ليست مستقلة عن الجسد أو قائمة بذاتها منفصلة عن العالم وحوادثه ، ولا تعتبر في حد ذاتها نهاية أو نتيجة ؛ ولكن هي طريق نعبره عائدين إلى الله بالجسد والإرادة وفي صميم العالم الذي نعيش فيه.

الروح في الخليقة الجديدة وصي على الجسد ، وقائد ومعلم وقاض ومؤدب ، بسبب ما جعله الله فيها من حرية الإرادة ومعرفة الحق والاستنارة والحب الإلهي .

الخليقة الروحية الجديدة في الإنسان تكون صادرة من الله ومتصلة دائماً به ، والنعمة تدبرها وتسندها وتمدها بقوة سرية ، لذلك فالإنسان المولود ثانية قادر أن يقود الجسد ويُخضعه لسلطان الروح ، وقادر أن يحرره من سلطان الخطية وحتمية الغريزة واضطرار الطبيعة وسطوة في العادة ، وقادر أن يطهره من آثار الضعف التي خلفتها الخطية .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى