إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة
“إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا. “(2كو 5 : 17)
عليك أن تفهم وتعي وتتأكد أن الذي يخطئ ضد وصايا المسيح هو الإنسان العتيق الذي أماته المسيح على الصليب ، ولكن المسيح بقيامته أعطاك إنساناً جديداً ، خليقة روحية جديدة منتمية إليه . وهبها الله لك و لتحيا بها هنا وفي السماء ، على أن تحفظها كحدقة عينيك من الشيطان لتؤهَّل بها أخيراً للجلوس مع المسيح عن يمين الله .
فماذا أنت فاعل إن كنت تستهين بهذه الخلقة الجديدة وتخطئ بها وتفسدها وتُملك فيها الخطية وتستعبدها للشيطان بعد أن حررك منه المسيح ومن كل أعماله ، ووهبك قداسته وطهارته وبرَّه وحياته الأبدية ؟ فأنت مدعو اليوم لمقاومة الإنسان العتيق فيك : اجحده ، احتقره ، إزدر به أو كما يقول بولس الرسول : « أقمع جسدي وأستعبده » ( 1كو9: 27) ،
اربط فكرك وأعضاءك بصليب المسيح ولا تتهاون مع الخطية . فالمسيح يقول : إن أعثرتك عينك فاقلعها أو يدك فاقطعها وألقها عنك ، بمعنى المقاومة حتى الدم أفضل من أن تودي بك إلى جهنم . إلى هذا الحد ينصحك المسيح أن تكون رقيباً ومؤدباً ، منتهراً لنفسك وجسدك ، لأنه بدون قداسة لن تستطيع أن ترى الله . فمن أراد أن يسير في نور المسيح ، يلزمه أن يجحد الظلمة وأعمالها . وافهم واعلم أن المسيح أعطاك نعمة وشركة في قيامته وحياته وبنوته ، فأنت ابن النور.
أشير عليك أن تلبس صليباً فوق قلبك ليذكرك أنك قد وضعت نفسك لخدمة الحق والصدق والأمانة والإيمان الحسن.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين