إن كنا غير أمناء فهو يبقى أميناً

 

“إن كنا غير أمناء فهو يبقى أميناً لن يقدر أن ينكر نفسه” (2 تي 2: 13)

إن شخصية المسيح حيَّة موجودة قائمة دائماً، تعمل في القلوب التي تؤمن به وتثبت وجودها عند كل الذين يطلبونه ، كذلك فإن وجوده لا يؤثر فيه الإنكار. وجحود الإنسان لشخصية المسيح لا يمنع قط سخاء عمله الدائم ومحبته للخطاة. فهو لا يزال دائماً أبداً يحب كل إنسان ، بل حتى الذين أنكروه وجحدوه، بل هو يتودد إليهم لعلهم لا يخسرون نصيبهم الصالح.

قد يمكن أن ينحجب المسيح قليلاً عن ذهن الإنسان بالشك أو بالخوف ؛ ولكن يستحيل أن ينحجز تأثيره في القلب والضمير مهما كانت قسوة الإنسان وبغضته وعناده للمسيح ، ولنا في قصة شاول مع المسيح أعظم مثال.

قد ينساق الإنسان في لهوه واستهتاره إلى أبعد مدى ، وفي اللحظة التي يظن فيها الإنسان أنه انقطع فعلا عن المسيح وتخلص منه بإنكاره وجحوده ؛ بل ويظن العالم كله هذا أيضاً، نجد المسيح لا يزال موجوداً يتكلم بالود في قلب ذلك الإنسان . يُسهل له التوبة والعودة مستعطفاً إياه بجروحه وآلامه وصليبه ، ويظل يستعطفه ويمده بالرجاء عسى أن يقوم من سقطته ويعود إلى حضن أبوته ولا يبيع حياته ونصيبه بأبخس الأثمان، واعداً إياه بالمعونة والصفح والغفران.

هكذا يظل المسيح أميناً للإنسان حتى النهاية ، حتى ولو جحد الإنسان أمانته للمسيح! « سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ، ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك ».

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى