إن كنا لابسين لا نوجد عراة

 

“إن كنا لابسين لا نوجد عراة” (2 كو5 : 3).

الإنسان عموماً يشتهي أن يلبس الإنسان الجديد فوق القديم ، ولكن هذا أمر مستحيل في غرف عملية التجديد ، إذ لابد أن نخلع الإنسان العتيق ونجحده بكل أعماله حتى يتسنى للنعمة أن تُلبسنا الإنسان الجديد قاهر الخطية والموت.

أما الذي يتقاعس عن الاعتراف والتوبة فإنه يخسر الحياة الأبدية ويبقى تحت اللعنة . لأنه يستحيل على الإنسان المتعاهد مع الخطية وأعمالها أن يقترب من المسيح أو أن المسيح يقترب إليه . وخسارة فقدان شركة المسيح هي فقدان رضا الله والحرمان من الحياة الأبدية .

ونحن غير مطالبين أن ندفع ثمن الإنسان الجديد ؛ فهو نعمة موهوبة من قبل الله لكل من يقبل الابن إلهاً ومخلصاً. فمهما كان الإنسان غارقاً في شرور هذا العالم ومفاسده وصرخ إلى المسيح طالباً العون والتجديد فإنه يناله في الحال . لذلك لا يمكن إعطاء عذر لأي من يرفض المجيء إلى المخلص وتسليم نفسه.

وأخيرا ، فإن المسيح ينبه ذهننا لكي نمسك بواقعنا السماوي ، لذلك يقول لنا ، إننا لسنا من هذا العالم ، لأنه نقلنا بموته وصعوده من الأرض نهائياً إلى السموات . فنحن ، في المسيح ، نعيش من الآن لوطننا الأفضل ، أي السماوي ، ونفتخر على كل بني البشر : أننا صرنا أولاد الله في المسيح يسوع . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى