االله يعرف أعماقي

القديس أغسطينوس

 

لأنك أنت تضيء سراجي. الرب إلهي ينير ظلمتي” (مز 18: 28).
أنت وحدك يا ربي الذي تحكم علي، مع أنه لا “يعرف أمور الإنسان إلاَّ روح الإنسان الذي فيه” (1كو2: 11). توجد في الإنسان أمور لا يعلم روح الإنسان الذي فيه شيء عنها. أما أنت يا رب خالقنا فتعرفنا
تماماً.
مع أني أحتقر نفسي في عينيك، وأحسبها تراباً ورماداً، لكنني لا أنكر أنني أعرف عنك ما لا أعرفه عن نفسي.
بالتأكيد نحن نرى الآن في مرآة مظلمة، وليس وجهاً لوجه. فطالما أنا بعيد عنك يا االله فإني مستوطن في جسدي ومتغرب عنك (٢ كو ٨ :٥).
إني أعلم أنك يا ربي لست عنيفًا، لكنني لست أعلم أية تجارب أستطيع مقاومتها، وأي منها لا أستطيع. لكن لي رجاء لأنك أنت أمين. إنك لن تسمح لنا أن نُجرب فوق ما نستطيع أن نحتمل.

لهذا اعترف بما لا أعرفه عن نفسي، وأيضاُ ما أدركه إنما خلال الاستنارة التي تُعطيني إيَّاها.
 أما ما لا أعرفه بعد فلن أعرفه حتى يأتي الوقت حين أرى يا االله “ظلمتي مثل الظهيرة” في عينيك.


+++
لا شيخوخة يا ابني!
كل يوم يعبر بك لا يقربك من الشيخوخة،

بل يدخل بك إلى حياة متجددة لا تشيخ.

لقد أوجدتك لا لتعبر بك الأيام والأعوام إلى الشيخوخة،

بل لكي تختبر كل يوم عمل روحي القدوس،

الذي يجدد مثل النسر شبابك.

+++

من كتاب لقاء يومي مع إلهي للقمص تادرس يعقوب ملطي

 

زر الذهاب إلى الأعلى