اذا أُظهر نكون مثله

 

“إذا أُظهر نكون مثله” (1يو 2:3)

إن الأبرار سيفرحون جدا بمنظره حينما يتراءى لهم في مجده ومجد أبيه مع ملائكته . لأنهم ينظرون إليه فيرى كل واحد وواحد نفسه وقد انطبعت صورتها على وجهه ، فتبدو طاهرة : “لا دنس فيها ولا غضن ولا شيء من مثل ذلك” ( أف 5 : 27) .

نعم سيفرح الأبرار بالحق حينما يرون أسماءهم منقوشة على كفه ، ولا يجدون في العبور إليه مانعاً إذ تجذبهم إليه محبته التي اقتنوها في قلوبهم ، ولا يخشون من الاقتراب إليه لأنه يكون لهم جراءة وقدوم بالحق الذي آمنوا به واعتمدوا منه فتنالوا الروح الذي فيهم . وحينما تتيقظ ضمائرهم في نور حضرته وفي استعلان حقه ، يحسون وكأن دم المسيح قد ابتلع الخطية إلى فناء ، ولا يجدون في ماضيهم المكشوف إلا ثوباً مُبيضاً في دم الخروف .

لا يذكرون تعدياتهم فيما بعد ولا آثامهم تُحسب ، وكما يتلاشى الزمان من كيانهم حينما يلجون أعتاب الأبدية ، يتلاشى الحزن والكآبة والتنهد . وكما انفصل المسيح عن الخطاة ، وصار أعلى من السموات ، كذلك سنكون مثله نحن أيضاً. لأنه وإن كنا لا نعرف ماذا سنكون ؛ إلا أننا متأكدون أنه متى أُظهرسنكون مثله .

وفي غمرة أفراح الأبدية وبهجة استعلان حقائق وأسرار الخلود ، لا يعود الإنسان يذكر أشباه الحقائق التي عاش فيها سابقاً ، بل يحيا في قوة الحق الحاضر بجماله وكأنه قد صار جزء فيه . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى