إش54: 1 ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض

 

“تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ. أَشِيدِي بِالتَّرَنُّمِ أَيَّتُهَا الَّتِي لَمْ تَمْخَضْ، لأَنَّ بَنِي الْمُسْتَوْحِشَةِ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي ذَاتِ الْبَعْلِ، قَالَ الرَّبُّ. “(إش54: 1)

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد، أشيدي بالترنم أيتها التي لم تتمخض، لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل قال الرب” [1].

يرى العلامة أوريجانوس أن البعل أو الزوج هنا هو الناموس[578] الذي ارتبط به الشعب القديم كزوج، وكان يليق به أن يُقدم ثمرًا متكاثرًا، بينما حُرمت الأمم منه لكنها إذ اتحدت بالسيد المسيح خلال الإيمان به أنجبت أولادًا مقدسين للرب.

يقارن القديس أغسطينوس[579] بين كنيسة العهد القديم وكنيسة العهد الجديد، الأولى تزوجت بالناموس فصارت مع أولادها في عبودية لأنها كانت تطلب البركات الزمنية، أما الثانية فهي تتعبد لله من أجله هو ليكون هو الكل في الكل، خدمتها حرة تخص أولاد المرأة الحرة لا الجارية، هذه كانت قبلاً عاقرًا ولم يكن لها أولاد أما الآن فصار لها أولاد كثيرون أكثر مما كان للأولى… هذا يهبها فرحًا وترنمًا.

ما نقوله عن كنيسة العهد الجديد ككل نقوله عن كل نفس ترتبط بها، فانه مهما كانت حياتنا الماضية عقيمة وجافة فإن مراحم الرب المتسعة قادرة أن تهبنا ثمارًا روحية

للنفس (بنين) وللجسد (بنات)، بقبولنا الصليب وتمتعنا بالقيامة معه.

v جاء الناموس يعمل ليجعل الناس أبرارًا لكنه لم يستطع، فجاء (المسيح) وفتح طريق البر بالإيمان، وبهذا حقق ما اشتهاه الناموس. ما لم يستطع الناموس أن يحققه بالحرف حققه هو بالإيمان.

القديس يوحنا الذهبي الفم

 

v   تمتد الكنيسة يمينًا ويسارًا فلا تعود تذكر عار ترملها[581].

v لقد دُعيت أورشليم، لكن أورشليم الأولى رفضت أن تسمع، فقيل لها: “هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا…” (مت 23: 38). أما تلك التي كُتب عنها: “ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد”… فلم تحتقر الذي دعاها. إنه يرسل لها مطرًا ويهبها ثمرًا…

دعا الكنيسة من كل العالم بعد قيامته، فلا تعود ضعيفة على الصليب بل قوية في السماء[582].

v تتحقق تلك النبوة التي يتحدث فيها إشعياء على لسانك إلى كنيستك، مدينتك المقدسة، العاقر التي لها أولاد وهي مستوحشة أكثر من تلك التي لها زوج. فقد قيل لها بالحق: “افرحي أيتها العاقر التي لم تلد…” أكثر من الأمة اليهودية التي لها زوج بتسلمها الناموس، واكثر من تلك التي لها ملك منظور. فإنَّ ملكك أنتِ مخفي، ولكِ أولاد كثيرون من العريس الخفي[583].

القديس أغسطينوس

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (1)  ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض لان بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل قال الرب.

من هي العاقر ؟ = قد تكون البقية الراجعة إلى أورشليم وتجدها خربة، والله هنا يعدها بأنها ستكون أكثر من الأول حين كان لها بعل (أي الله نفسه) والمعنى أن الله سيعيد لها مجدها أكثر من الأول. وقد تكون العاقر هي كنيسة الأمم التي كانت وهى بعيدة عن الله عاقراً ولم تلد ومستوحشة والله يعدها أنها ستكون بأولادها أكثر كثيراً جداً من كنيسة اليهود التي لها بعل فهي أيضاً أصبحت عروساً للمسيح. وهكذا فهم بولس الرسول هذه الآية أنها إشارة للكنيسة (غل 4: 26، 27) وقد تكون العاقر هي أنا وأنت حين تكون حياتنا فيها عقم وجفاف ولكن مراحم الرب واسعة تجعل للعاقر بنين، فلا نيأس من خطايا الماضي لتكون لنا ثمار ( بنين ) والثمار هى ثمار الروح القدس.  والمطلوب. ترنمي.. وأشيدي من أجل ما هو آت بالإيمان.

هذه الآية هي مفتاح لهذا الإصحاح وما بعد ه.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى