الأشياء العتيقة قد مضت
“الأشياء العتيقة قد مضت ، هوذا الكل قد صار جديداً” (2 كو 5 : 17)
معلوم أن الخليفة القديمة في آدم قد فسدت وطغت عليها الخطية ، وبالتالي نالت جزاء ما فعلت إذ قد حُكم عليها بالموت الأبدي، من أجل هذا أرسل الله ابنه إلى العالم ليُنشئ في نفسه بنفسه خلقة روحية جديدة غير خاضعة بعد للموت ولا لسلطان صاحب الموت أي إبليس .
فالخليقة الأولى زالت من أمام وجه الله ، ولم يبق إلا ابنه الحبيب مع كل الذين خضعوا له وقبلهم كإخوة ، لأنه تجسد خصيصاً ليأخذ صورة إخوته في كل شيء ما عدا الخطية ، وتبني قضيتهم أمام الله أبيه ، ودافع عنهم حتى الموت ، وقُبلت ذبيحته من الآب . وهكذا حرر البشرية إلى الأبد من سلطان الشرير ، فصرنا في المسيح أبناء الله بعد أن كنا أعداء بالفكر والعمل والمشيئة .
وهكذا أصبحنا خليقة جديدة بالروح في شخص يسوع المسيح ، ووهبنا نعمته بانسكاب الروح القدس علينا من قبل الآب ، فشاركنا الثالوث الابن والروح والآب في الإرادة والمشيئة والعمل ، وهكذا أصبح المسيح هو العامل فينا إن شئنا وإن عملنا.
أما ما هو للجسد العتيق سواء مشيئة أو إرادة أو عمل باطل فقد حُسبت ميتة لا قوة لها ولا سلطان على استعباد الإنسان الجديد مرة أخرى ، إذ دفع المسيح ثمنها في جسده على الصليب ، فلم يصبح للشيطان نصيب فينا ؛ على أن يعترف الإنسان بهذه الأمور الباطلة حتى يتم تلاشيها من أمام وجه الله . والمهم جداً في حالة الإنسان الجديد أن يتبرأ من كل أعماله وأفكاره الشريرة حتى ينجو من لعنة الإنسان العتيق .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين