الانسان لا يتبرر بأعمال الناموس
“الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح” (غل ۱۹:۲)
لا يوجد إيمان مسيحي ليس له أعمال ؟ فأعمال الإنسان تكشف عن صدق إيمانه وحرارته ، ولكنها مهما صدقت وعظمت حتى وإلى تقطيع الجسد فهي وحدها لا تبرر الإنسان أمام الله أو تقربه إليه .
المسيح مات بجسد الإنسان ثم أقامه حياً. فموت المسيح بجسده القدوس وهو لم يعمل خطية قط ، حُسب كفارة لكل خطية ، لكل إنسان ، ومساوياً للحياة الأبدية التي فيه . لذلك كل من آمن به ينال الحياة الأبدية وتُمحي كل قوة خطاياه مهما كانت.
ومع الإيمان بموت المسيح وقيامته لا يُحسب أي عمل يقوم به الإنسان أنه مكمل، بل يُحسب تجديفاً إن ظن الإنسان أنه يبرره ، وكان موت المسيح يحتاج إلى إضافة من طرف الإنسان ليكمل به خلاصه . فالأعمال في الحياة المسيحية تكشف عن بر الإنسان الذي ناله بالإيمان بالمسيح ، وحرارة الإيمان تظهرها حرارة الأعمال . أما الفرق بين أعمال الإنسان المؤمن حقاً وبين أعمال إنسان يظن أن أعماله تبرره فهو أن أعمال الإنسان الذي يؤمن أنه تبرر بموت المسيح وغفرت له خطاياه ونال الحياة بقيامة المسيح يكون جهاده معمولاً بطاقة روحية مملوءة فرحاً ورجاء.
وأما الآخر فجهاده يكمله بشق الأنفس ، غرضه في النهاية الافتخار . لا يشعر فيه أو بعده بفرح للروح أو بهجة القلب ، ولا يستطيع أن يتمم منه تأملات بالروح أو يرتفع به إلى مراقي الحب الإلهي أو التمتع بعشرة الروح .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين