التسبيح لغة السمائيين

 

ما أحوجنا أن نعيش حياة التسبيح الملائكية في الكنيسة، لنعيش في الفرح والتهليل، الذي يعطي طعماً لذيذاً للحياة والعبادة والعشرة مع الله، وبهذا نتمكن من أن نقود الناس نحو حياة سعيدة، وخصوصاً في زمن إفتقرت فيه النفوس لحلاوة هذه النعمة.تسبيح

إن التسبيح يشكل جزءاً هاماً جداً في العبادة والحياة الكنسية. بل أن الصفة الغالبة للصلاة في ترتيب العبادة هي تسميتها بالتسبحة. 

 

جوهر التسبيح ومعانيه المتعددة:

التسبيح هو موسيقى الحب الإلهى معزوفة على أوتار القلب المسبى بحب الحبيب السماوى .. ولقـد قـال القديـس أغسطينوس : “التسبيح غذاء لنمو الروح .. “

والتسبيح هو أسمى درجات الصلاة لأنه خالى من الطلب .. فهو وقوف أمام عرش الله لمناجاته ووصف جماله ومجده تشبهاً بطغمات الملائكة المقدسين .. لذا نصلى فى القداس الغريغورى ونقول : [ الذى أعطى الذين على الأرض تسبيح السيرافيم .. ]

الإنسان المُسبح يقدم نفسه ذبيحة أمام الله ” فأذبح في خيمته ذبائح الهتاف” (مز 27: 6)، “ ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية” (مز141: 2) والشهيد يوستينوس يقول ” إني أعتبر الصلوات وتقديم التسابيح هي ذبائح كاملة مقبولة لدى الله”.

إن في التسبيح غنى جزيل وعمق نستشفه في الجوانب الآتيه

1-   عمل ملائكي:

نحن نصلي في القداس الغريغوري ” الذي أعطى الذين على الأرض تسبيح السيرافيم. أقبل منّا نحن أيضاً أصواتنا مع غير المرئيين. أحسبنا مع القوات السمائية”.

إذن حينما يسبح الإنسان والكنيسة كلها كجماعة المؤمنين ، فإنهم يعملون عمل الملائكة. وكأننا نستجيب لنداء معلمنا داود النبي” سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده” ( مز 148: 2).

هل أنت مُسبح؟ إذن فأنت منضم إلي زمرة الملائكة. طوباك وليتك تحفظ شرفك هذا على الدوام وتنضم بإستمرار إلي جمهور الجند السماوي ” وظهر بغته مع الملاك جمهور من الجند السماوي مُسبحين الله” (لو 2: 13)

2-   حرية وإنطلاق

صعب على النفس أن تكون حبيسة ومقيدة، فسجن النفس والحواس أمر من سجن الجسد وتقييد الاعضاء. لذلك في التسبيح تنطلق النفس وتمارس الحواس عبادتها وتأملاتها نحو الله بغير مانع، لأنه لا توجد قوة في الوجود تمنع النفس من التسبيح  أو تعوقها عن الأنطلاق ( مثل بولس وسيلا في السجن كان “يُصليان ويُسبحان الله والمسجونون يسمعونهما” (أع 16: 25). ويعبر داود عن حريته كمُسبّح فيقول “ حللت قُيودي. فلك أذبح ذبيحة حمد” (مز 116 : 16، 17)، حقاً إن التسبيح والحرية أمران متلازمان. بأيهما تبدأ ستصل للآخر.

3-   خدمة تهليل وشكر وفرح

” مُكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مترنمين ومُرتلين في قلوبكم للرب” (أف 5: 19 ، كو 3: 16). إن الانسان الذي يعيش حياة التسبيح أشبه بحالة المفلوج بعد أن شفى فيصفه الكتاب:” دخل معهما إلي الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله” ( أع 3″ 8) . كما يصف الآباء القديسون ثمار التسبيح فيقولون :” سرور خفى في الداخل، وفرح في القلب، وتهليل داخل النفس لا ينقطع”.

4-   التسبيح علاج وشفاء ونقاء

أن التسبيح اساسي في حركة التوبة وتطير النفس. في هذا المعني يقول القديس اثناسيوس الرسولي “التسبيح بالمزامير دواء لشفاء النفس” فالتسبيح يمسح الشفتين والقلب بمسحة الطهارة والعفة، بسبب كثرة النطق بكلمات القداسة والسبح والتكريم للعظمة الإلهية، مع ربوات القديسين والملائكة الاطهار. ولأن في التسبيح يكثر النطق بأسم الرب شخصياً الذي هو في حد ذاته “ برج حصين، يركض إليه الصديق ويتمنع” (أم 18: 10). وتؤكد لنا صلوات القداس الغريغوري هذا المعنى إذ يربط بين ” طرحنا عنا كل أفكار الخواطر الشريرة” و”نصرخ بما يرسله أولئك بأصوات لا تسكت.. ونبارك عظمتك “.

5-   حلاوة موسيقية نغمية عذبة

للتسبيح قدرته الفائقة على تحقيق عوز الانسان في تجديد نفسه وإنعاش روحة ومفارقة روح الحزن والكآبة، خصوصاً بسبب التنوع الضخم الفعال لنغمات التسبيح وطرقه المختلفة


من المسابقة الدراسية – جامعيين-  مهرجان الكرازة 2012

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى