الحاجة إلى مفتاح داود

القديس جيروم

افتح عن عيني لأتأمل عجائب من شريعتك” (مز 119: 18).
نري في سفر الرؤيا كتاباً مختوماً بسبعة ختوم. إذا ما قدمته لشخصٍ متعلم وقلت له: “اقرأ هذا”، يجيبك: “لا أستطيع لأنه مختوم”.
كم من كثيرين اليوم يحسبون أنفسهم متعلمين، ومع هذا فالكتاب المقدس بالنسبة لهم كتاب مختوم. لن يستطيعوا فتحه بدون مساعدة ذاك الذي معه مفتاح داود، الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح!
جاء في سفر أعمال الرسل أنه كان يوجد خصي مقدس، عندما كان يقرأ في سفر إشعياء سأله فيلبس: “أتفهم ما تقرأ؟” أجابه: “كيف إن لم يرشدني أحد؟”… ثم حدث أن أراه فيلبس يسوع الذي كان مختفياً وراء الحرف. يا له من معلم! ففي تلك الساعة عينها آمن الخصي واعتمد. صار أحد المؤمنين، بل وصار
قديساً. لم يعد بعد تلميذًا بل صار معلماً. لقد وجد في جرن الكنيسة في البرية أكثر مما وجده حين كان في الهيكل المكسي بالذهب.
 لا نفع لمحاولاتك إن تعلم ما لم تعرفه… فسيكون حالك أسوأ بأنك تجهل جهلك


+++
احفظ قلبي كله في وصيتك،

فأحفظ وصيتك في قلبي،
أخبئها فيه لأنها كنزي.
لقد قبلت وصيتك بعقلي،

أريدها في قلبي.
قلبي يخفي وصيتك، ويعشقها تماماً، أخبئها فيه،

فلا تختبيء معها خطية.
يلهج فيها قلبي، ويتأملها بلا انقطاع.

أجد في تحقيقها لذة العشرة معك!
لارتبط بالوصية، فارتبط بك يا غنى نفسي!

+++

من كتاب لقاء يومي مع إلهي للقمص تادرس يعقوب ملطي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى