رسالة الفرح

رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل فيلبي

أولا : مدينة فيلبی

هي إحدى المدن الهامة بمقاطعة مقدونيا ، وهي تقع شرق بلاد اليونان وأسسها ” فيليب المقدوني ” أبو الاسكندر الأكبر في القرن الرابع ق.م.

وشهرة المدينة ترجع إلى أنها بلد تجارية كبيرة بسبب موقعها الجغرافي ، وأيضا هی بلد زراعي ، وتقع على طريق حربي يعتبر من أهم الطرق في بلاد اليونان كلها .

وكانت الوثنية هي ديانة الغالبية لسكان فيلبي ، غير أنه كان هناك عدد قليل من اليهود .

ثانيا : ذهاب بولس الرسول إلى فيلبی و تاسيس الكنيسة

جاءها بولس الرسول لأول مرة سنة 52 م في رحلته التبشيرية الثانية ، والسبب أنه رأى رؤيا في الليل ” رجل مقدونی قائم يطلب إليه ويقول اعبر إلى مقدونيا وأعنا ” ( أع 9:16 ) ، فتحقق بولس الرسول أن الرب قد دعاهم ليبشروا في فيلبی ، فأقلع بولس ومرافقوه (تيموثاؤس – لوقا – سيلا ) من ترواس إلى فيلبي .

– تأسيس كنيسة فيلبي :

ألقي معلمنا بولس الرسول أول عظة فيها على شاطئ النهر ( أع 13:16 ) في يوم السبت ، حيث هناك عادة الصلاة عند اليهود ، فكلم النسوة اليهوديات . وكان من بينهم :
1- ليديا بائعة الأرجوان : وهي امرأة متعبدة لله ، فتح الله قلبها إلى قول بولس الرسول واعتمدت هي وأهل بيتها ( أع 14:16-15 ).


2- الجارية التي بها روح عرافة : والتي كان يكسب من ورائها مواليها مكسبا كبيراً بعرافتها ، هذه تبعت بولس الرسول وصرخت قائلة : ” هؤلاء الناس هم عبيد الله العلى الذين ينادون لكم بطريق الخلاص ” ( أع 17:16 ) وظلت تفعل ذلك أياما حتى ضجر بولس والتفت إلى الروح وقال : ” أنا آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها . فخرج في تلك الساعة ” ( أع 18:16 ) ولما رأی مواليها أنه قد خرج رجاء مكسبهم ، أمسكوا بولس وسيلا وجروهما إلى الحكام بتهمة أنهما رجلان يهوديان يناديان بعادات لا يجوز للرومان أن يقبلوها ، فغضب الولاة وضربوا بولس وسيلا بالعصي وألقوهما في السجن ( أع 19:16، 20)

3- سجان فيلبي : في السجن وفي نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله ، والمسجونين يسمعونهما ، فحدث بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت أساسات السجن فانفتحت في الحال الأبواب كلها ، وانفكت قيود الجميع ، فلما رأى حارس السجن ذلك ، استل سيفه ظاناً أن المسجونين قد هربوا ، فصرخ بولس الرسول قائلا : ” لا تفعل بنفسك شيئا ردياً لأن جميعا ههنا ” ( أع 28:16 ) . وكان هذا الحدث الغير مألوف ، سبباً في إيمان السجان بالمسيح ، وقد اعتمد هو وكل أهل بيته . ولما صار النهار أرسل الولاة الجلادين لإطلاق الرجلين بولس وسيلا ، فأطلقهما بسلام وخرجا من السجن بعد أن جاء الولاة بأنفسهم ، وتضرعوا إليهما ليخرجا بسلام لأن بولس الرسول رفض قائلا : “ضربونا جهراً غير مقضى علينا ونحن رجلان رومانیان وألقونا في السجن – أفالآن يطردوننا سراً ؟ كلا ؛ بل ليأتوا هم أنفسهم ويخرجونا ” ( أع 37:16 ) .

ثالثا : رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبی

أ- مكان وزمان كتابة الرسالة : كتبت في سجن بولس الرسول الأول برومية حوالي سنة 62 م .
ب- سمات الرسالة : هي رسالة فرح ، رغم أنها صادرة من سجين يتألم ، وقد وردت كلمة الفرح في الرسالة 21 مرة ، ويتميز هذا الفرح بأنه فرح روحي في الرب ، فرح بنجاح الخدمة ، فرح بالتعزيات الإلهية في الآلام والاضطهادات .
ج- أهم النصائح التي يقدمها بولس الرسول إلى أهل فيلبي :
– الحذر والحيطة من المتمسكين بالناموس اليهودي ، الذين يفتخرون بالإنتساب إلى الجنس الإسرائيلي ( في 2:3-9 ) .
– وجوب استمرارية التقدم في الحياة الروحية ( في 12:3-14 ) .
– التمثل بالرسول ( في 17:3 ) وعدم التفكير في الأرضيات ( في 19:3-20 ) .

د- أقسام الرسالة :

مقدمة الرسالة : السلام والتحية المسيحية .
القسم الأول : الحديث على الفوائد التي عادت على الكرازة من الأسر ( في 1: 22-26) ويشير إلى :
– تقدم الإنجيل على الرغم من سجن بولس الرسول ( في 12:1-18 ) .
– مشاعر الرسول الخاصة نحو الذين أرسلت إليهم الرسالة ( في 19:1-26 ) .
القسم الثاني : ويتضمن وصايا عملية وهي :
– واجبات المؤمنون بعضهم نحو بعض ( في 5:2-11 ) .
– تقديم المسيح مثالا للتواضع ( في 5 : 2-11 ) .
– الحث على التمسك بكلمة الحياة ، والثبات في الإيمان ( في 12:2-18 ) . القسم الثالث : الحديث عن تيموثاوس وأبفرودتس ( في 19:2-30 ) ويتحدث عن صفات كل منهما : 
بالنسبة لتيموثاوس ( في 19:2-24 ) .  – بالنسبة إلى أبفردوتس ( في 25:2-29 ) .
القسم الرابع : وصايا ضد المنحرفين عن الإيمان السليم ، والدعوة إلى الكمال الروحي ( في 1:3-21 ) ويشار إلى :
– خط الأفكار اليهودية ( في 1:3-11 ) .
– ضرورة الإستمرار في الجهاد حتى إدراك الكمال ( في 12:3-17 ) .
– المقارنة بين المسيحيين الجسدانيين والمسيحيين الذين يهدفون إلى حياة الكمال (في 18:3-21 ) .
القسم الخامس:
– نصائح مختلفة : وتقديم الشكر (في 1:4-20 ) ويتضمن :
– نصائح تختص بالوحدة – الفرح – السلام الكامل (في 1:4-7 ) .
– تلخيص سمات الكمال المسيحي في عبارات موجزة ( في 8:4-9 ) .
– تقديم الشكر من أجل العطايا التي قدمت إليه ( في 10:4-20 ) .


 

من المسابقة الدراسية – مرحلة الخريجون –  مهرجان الكرازة 2011

كما يمكنك قراءة تفاسير رسالة فيلبي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى