بداية حسنة ونهاية فاضلة!

القديس باسيليوس الكبير

 

بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ،وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ.” (رو 13 :14).
لم يكن حتى الطوباوي داود بلا لوم، لأن أفكاره قد انحرفت، وأخطأ في حق امرأة أوريا (٢ صم 11)
يوجد مثل آخر كافٍ يحفظ الإنسان في سيرة مقدسة ليعيش آمنًا. هذا المثل هو يهوذا الذي سقط من الأفضل إلى الأسوأ. بعد أن كان تلميذًا للمسيح لمدة طويلة باع سيده من أجل مصلحته الشخصية، لكنه شنق
نفسه.
تعلم من هذا أيها الحبيب أنه ليس من يبدأ حسنًا بكامل، إنما من ينتهي حسنًا هو الذي ينال مدحاً من االله. لهذا لا تغمض جفونك فتنعس، حتى يمكنك أن تنجو مثل الأيل من الشبكة، والطير من الفخ، فإنك
تمر وسط الفخاخ. إنك تمشي على قمة حائط عالٍ؛ أنه في غاية الخطورة أن تسقط من فوقه.
لا تحاول أن تبالغ في ضبط نفسك دفعة واحدة. إنما فوق الكل احترس من اتكالك على نفسك لئلاَّ تسقط من علوٍ مرتفعٍ من ضبط النفس، بسبب عدم تدريبك. من الأفضل أن تتقدم قليلاً قليلاً، وأن تسحق بالتدريج عاداتك الشريرة، فلا تجلب على نفسك وابلاً من التجارب بإثارة كل أوجاعك دفعة واحدة. عندما
 تسيطر على وجع عندئذٍ شن الحرب على الآخر، بهذا تحقق نجاحا أفضل في كل شيء في وقتٍ لائقٍ.

زر الذهاب إلى الأعلى