تتحفظون أيامًا
“أتحفظون أياماً وشهوراً وأوقاتاً وسنين؟ (غل 4: 10)
القديس بولس يدعو مسيحيي غلاطية للخروج من عبودية الزمن ، لأن أهل الأبدية السعيدة لا ينبغي أن يعيشوا مستعبدين للزمن أو من أجله ، بل عليهم أن يحولوا فراغ زمانهم إلى ملء الخلود.
فراحة السبت الأرضي صارت ارتباطاً وثيقا بالراحة العليا وسبت الأبد ، والعيد لم يعد وقفاً على ما يؤكل أو يلبس ، فالطعام صار هو عمل مشيئة الله وتميم وصاياه ، واللبس انتهي جميعه إلى لبس المسيح أي الخليقة الجديدة بأعمالها بالروح والحق ، والمواسم انتهت جميعاً إلى موسم للقيامة التي بدأت ولن تنتهي وكلها أفراح الأبد .
فالإنسان المسيحي الذي عرف الرب وبالحري عرفه الرب ، هو الإنسان الوحيد الذي وُهب أن يحول الزمان إلى خلود . فصارت حرفته السرية التي تفوق علم العالم وحكمته هي العبادة والصلاة والسجود بالروح والحق التي تسمو فوق كل شكليات عبادة الجسد وزمانه ومكانه .
يا إخوة ، كما سيفنى الزمان تفنى الحجارة وتتوه الأسماء والأجساد ولا يبقى لها بقاء ، ولن يبقى للإنسان إلا إيمانه وحبه . فإيمانه يحسب له براً . والبر ؛ بر المسيح أبدي هو ، والقداسة ليست من هذا العالم فهي سمة الدهر الآتي وهي هنا قائمة متغربة على أرضنا . فقول القديس بولس قول حق : فنحن “نمسك بالحياة الأبدية ( 1 تي 6 : 12) فوق الأيام والسنين ” فإن الحياة أظهرت ، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الأب وأُظهرت لنا ، ( 1 يو 1 : 2 ) .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين