توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات
” من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول : توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات” (مت 4 : 17)
كانت التوبة هي أول ما بدأ به المسيح بشارته. الدعوة للتوبة هنا جماعية قبل أن تكون فردية ، يلزم أن تكون التوبة فوق مستوى الفرد وإن كانت تحتويه بالضرورة.
كذلك بطرس الرسول يوضح في بداية كرازته أهمية توبة الجماعة التي جهلت خطاياها : “اتوبوا وارجعوا لتمحی خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب » ( اع ۳ : ۱۹ ) .
نحن محتاجون ، في هذه الأيام لصوت بطرس ليوقظ ضمائرنا كجماعة نصلي ونتوب ونتذلل أمام الله من أجل أنفسنا ومن أجل العالم الذي يسير في طريق الهلاك .
لقد أعطانا الكتاب مثلاً لتوبة مدينة بأسرها ، نينوى المدينة العظيمة ، تابت كلها عندما واجهت إنذاراً من الله بخرابها . لبست المسوح كلها ، جالسة في التراب صائمة ، من ملكها الجالس على العرش إلى الطفل الرضيع على صدر أمه . التذلل في نينوى صار جماعياً ، والملك كان نموذجاً يُحتذى ، فعفا الله عن المدينة .
وعلى مثال نینوی تماماً وقف يسوع مطالباً كورزين وكفرناحوم بتوبة مماثلة ، استجابة لكرازته التي صنع فيها ، وإلا فالقصاص المحتوم الذي صدر ضد سدوم وعمورة هو في انتظارها .
إنه ليكاد الإنسان الخائف من الله يسمع نفس الإنذار موجهاً للعالم بعد أن بلغ الإنجيل أقطار المسكونة كلها وقد آن أوان المحاسبة .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين