ذاك يمجدني
“ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.” (يو14:16)
الروح القدس بالنسبة للكنيسة هو روحها المحيي باعتبار الكنيسة جسد المسيح . لذلك فإن نجاح الكنيسة يتوقف على مقدار توافقها مع الروح القدس بصورة أساسية . فإن كان هناك تمجيد لله داخل الكنيسة ، وإن كان هناك حرارة في العبادة ، وحلاوة في التسبيح ، وشجاعة للشهادة ، ونصرة فوق المظالم والمصاعب ؛ فهذا كله يعتمد بالدرجة الأولى على مقدار انسجام الكنيسة مع الروح القدس .
فانسجام الكنيسة مع الروح القدس يشبه اقتراب برادة حديد من مغناطیس قوي ؛ فبمجرد دخولها تحت تأثيره تصير جزء منه منسجمة معه لها نفس صفاته .
هذا معناه أن المؤمنين في الكنيسة يتشكلون قليلاً قليلاً بواسطة الخدمة المنسجمة مع الروح القدس حتى يصير لهم شكل المسيح . وهنا تصير صفات المسيح منظورة وفعالة في المؤمنين . فعمل الروح القدس هو إعلان المسيح والشهادة له بكافة الطرق ، وهذا أعلنه المسيح عن طبيعة الروح : “ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم ( يعلنه فيكم ولكم )” .
المسيح ، بالرغم من أنه قائم معنا وفينا بل ومتحد بنا ؛ إلا أن وجوده يظل مستتراً إلى أن تنفتح حياتنا على الروح القدس بالعبادة الحارة والصلاة . وحينئذ يبدأ الروح القدس يعلن عن المسيح الساكن فينا ، ويمجده بأن يُظهر صفاته لنا أولاً ثم فينا ثانية .
فبقدر ما نقبل الروح القدس فينا ونستجيب لمشيئته ؛ بقدر ما ننطلق نشهد للمسيح ونحبه ونعلن صفاته للعالم .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين