رفض حركات الشهوات

القديس أغسطينوس

 

“احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الْخَطِيَّةِ، وَلكِنْ أَحْيَاءً ِللهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. 12إِذًا لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ، 13وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ للهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرّ ِللهِ” (رو6: 11-13).
بالرغم من أنه لا يوجد بعد الكمال الذي فيه لا تصارع العفة ضد الرذيلة، إنما إلى الآن لا يزال “الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد” (غلا 5: 17)، إنما يكفينا ألاَّ نوافق الشرور التي نشعر بها.
لأنه بموافقتنا لها يخرج من فم القلب ما يدنس الإنسان. وبرفضنا لها خلال العفة لا يضرنا شر شهوة الجسد التي تحارب شهوة الروح…
شهوة الخطية فينا، ولكننا لا نسمح لها أن تملك علينا. ورغباتها موجودة، لكن يلزم ألاَّ نطيعها حتى لا تسيطر علينا. وإذ لا نسمح للشهوة أن تغتصب أعضاءنا، بل للعفة أن تطلبها كحقٍ لها، بهذا تكون أسلحة بر الله، وليس أسلحة إثم للخطية، وبهذا لا تسودنا الخطية…
توجد فينا شهوات شريرة، لكن بعدم موافقتنا لها لا نعيش أشراراً… وبعدم إطاعتنا لها لا نكمل الشر، لكن وجودها يعني إننا لسنا صالحين بعد بالكمال.
تجد الشهوات الشريرة لها موضعاً فينا حيث توجد اللذات غير المشروعة، ولكننا لا نكمل هذه الشهوات عندما نقاومها بالذهن، خادمين ناموس االله (رو 7: 25)


= = =
ليلتهب قلبك بشهوة حبي،

فلا تقدر شهوات الجسد ولا شهوات العالم على قلبك.
تحاربك لكن ليس لها موضع فيك، ولا تقوى عليك.
مع كل مقاومة تتمتع بأكاليل مجد لا يُعَبر عنها.

___

من كتاب لقاء يومي مع إلهي للقمص تادرس يعقوب ملطي

زر الذهاب إلى الأعلى