في الإيمان مات هؤلاء أجمعون

 

“في الإيمان مات هؤلاء أجمعون” (عب ۱۳:۱۱)

الإنجيل يأمرنا أن نستهين بالجسد ولا نخاف من العدو ، بل نكون مستعدين أيضا أن لا نخاف حتى لقتل الجسد! منبع ذلك هو أن قوة الإيمان الذي تسلمناه من المسيح يستطيع أن يجعلنا فوق جميع هذه الاعتبارات .

فبالإيمان نسود على كل شيء حتى على الخوف وعلى الموت نفسها وليكن معلوماً جيداً أنه في اللحظة التي تبلغ فيها قوة الإيمان عندنا درجة التسليم لقتل الجسد بدون خوف تنفيذاً للوصية ، ففي الحال نتسلم من المسيح روح القيامة.

وهذه الحقيقة يشهد بها كل الذين سلموا أجسادهم لعذاب الموت على أيدي مضطهديهم كيف نالوا في لحظة الموت روح القيامة ، بل ومنهم من قام فعلاً بالجسد وعاش . لأنه إذا حلت روح القيامة في إنسان يسود على الموت إلى الأبد .

“إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم ” ( مت 3 : 9 ) ، فكم بالحري يعطينا ما نحتاجه عند الضرورة ، ويهبنا قوة ومعونة لتكميل وصاياه ؟ هل نخاف أن نمرض ؟ الرسول يقول : « قوتي في الضعف تكمل » . هل نخاف أن نعتاز ونجوع ؟ يقول لنا إن كان هو يقيت طيور السماء فكم بالحري نحن يا قليلي الإيمان! هل نخاف أن نُضطهد ؟ اسمعه يقول : “طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم من أجلي”( مت 4 : 11).

إن الذي وضع لنا الوصايا وضعها لربحنا أولاً وأخيراً ، وهو ضامن نجاح كل من يتممها بغرض مستقيم .

وإن الخسارة التي تبدو في الوصية مخيفة هي في الواقع محك إيماني ، وفيها تكمن الشهادة ومن أجلها يُعطى الجزاء . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى