كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا

 

” كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده” (لو 24 : 26)

يوجد ملكوتان : ملكوت الشيطان في العالم ، وملكوت الله في داخل قلوبنا. ولابد من الانحياز الواضح لملكوت الله في داخل قلوبنا وحياتنا حتى تُستعلن قيامة المسيح وتتحرك قلوبنا بحركة الإيمان الحي بالقيامة أي بالحياة الجديدة فينا.

الانحياز لملكوت الله يُميت من القلب أي ميل نحو ملكوت الشيطان ، النور يطرد الظلمة والحياة تلغي الموت ، والبر يحطم الخطية ، والقيامة تلغي الموت .

الصراع مر ولا يهدأ والخسارة أكيدة وبالمرصاد جسداً ونفساً ومالاً وكرامة ! ولكن شكراً لله ، هو صراع مع سلطان “الهواء” أمام سلطان “الروح القدس” ، صراع ظلمة متخلفة إزاء نور قاهر ، والخسارة منحصرة في كل ما هو ترابي ، والربح مضمون بعهد إلهي.

فبمجرد إعلان الانحياز الكلي للمسيح بعزم وإصرار ، لا يعود صعباً على المسيح أن يعلن قيامته فينا ، لأن جحد الشيطان مع أعماله معناه الانضمام إلى ملكوت الله ، فالخروج من الظلمة هو الوسيلة الوحيدة لرؤية الشمس . ولكن لابد أن انجذابنا للشمس يكون قد بلغ العوز الشديد والحاجة الملحة ، حتى يعطينا بأس وسلطان كسر قيود الظلام! آه ، ما أحوجنا إلى قلب تحرر من الخطيئة لنشهد لقيامة المسيح ، ونعيش في نورها المبارك المبهج ولنرنم لها مدى الحياة.

علينا أن ننحاز إلى ملكوت المسيح لكي تستعلن لنا القيامة بقوتها كحياة جديدة فينا ، لنحيا مسيحيتنا. 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى