كل ما تطلبونه مؤمنين تنالوه

 

 “كل ما تطلبونه حينما تصلون ، فآمنوا أن تنالوه ، فيكون لكم” (مر 11: 24)

كثيرون يسألون : ” لماذا نطلب من الله بإلحاح ودموع ، والله لا يستجيب ؟ فأقول : ” هذا هو المُحال فيما يخص الله مع شعبه، فكل شيء ممكن إلا أن يكون الله غير صادق أو يغير وعده” ، بل ليكن الله صادقاً ، وكل إنسان كاذباً. فالمسيح جعل استجابة السؤال مضمونة بدمه واسمه وحق بنوَّته.

وهكذا جعل المسيح استجابة الصلاة مرهونة بإيماننا. الإيمان الذي يثق أثناء الصلاة أنه قد نال ما يطلبه فيكون له! أي كما أراد ووثق بالإيمان . بمعنى أن الله أعطانا في المسيح أن نقرر أولاً إن كنَّا ننال بالإيمان ما نطلبه أو لا ننال . أما هو فمستعد أن يعطي ، بل ويقول بولس الرسول أكثر من ذلك : « والقادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة (الإيمان ) التي تعمل فينا ».

فإن قررنا بقوة الإيمان في الصلاة التي نصليها أننا قد نلنا ما طلبنا، يكون لنا بقدر ما طلبنا ، وأكثر مما طلبنا ، أو حتى أكثر مما فكرنا . لأن سخاء الله في المسيح لابد أن يغلب طمعنا فيه ، لماذا ؟
لأنها هي مسرَّة الله في المسيح أن يفرح قلوبنا لنشكره ونعطيه المجد .

فمهما طمعنا في محبته وسخائه ؛ فهو الذي سيتمجد بالأكثر . لهذا نسمعه يستحثنا لأن نطلب واثقين فيه :« الحق الحق أقول لكم : إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي . اطلبوا تأخذوا ، ليكون فرحكم كاملا “.

ولكن يظل الشرط الأول والأساسي أنه يلزم أولا أن تؤمنوا أنكم ستنالون ما تطلبون فيكون لكم.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى