كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية

 

“كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية” (يو8 : 34)

كيف تستعبد الخطية الإنسان ؟ كيف تضعه مقهوراً تحت سلطانها ؟

الدرجة الأولى : حينما يخطئ الإنسان الروحي يحس أن الخطية غريبة عليه ، ويبدأ الضمير يشهد ضده ، ثم تضطرب نفسه ، ويحس بشعور الذنب ، يشعر أن عنصراً خطراً دخل فيه.

الدرجة الثانية : تبدأ الخطية تستقر في أعماق الشعور ، أي العقل أي الإنسان الباطن غير الواعي ، وتبدأ الخطية تعيش في الإنسان ليس كوافد غريب ولكن كشخص مقتحم ، أُعطي له الفرصة أن يدخل البيت رسمياً وبأمر من الإرادة وبموافقة من النفس .

الدرجة الثالثة : تبدأ الخطية تطبع في الإنسان قليلاً قليلاً ، لدرجة أننا نطلق على الإنسان اسم الخطية ، وكأن الخطية صارت جزءاً لا يتجزأ من طبيعته .

الدرجة الرابعة : هنا ينتبه الإنسان لحالة الرديء بأي طريقة من الطرق. يحس بالفارق فيما كان وفيما صار إليه ، وفي الحال يفكر بعزم أن يقاوم . ولكن ، إذ به يتكشف له ، ولأول مرة ، أن الخطية تحصنت داخله ، وعملت لها سراديب داخل نفسه وشعوره ، وأعصابه وعواطفه ومشيئته ، وإذا بها كلها متسلحة به ضده.

ولكن الله لم يترك الإنسان في هذا الوضع ، تحرك منذ البدء وحرك السماء والأرض ، وحرك الأجيال والأنبياء والزمان والتاريخ ليعمل كله لحساب هذا الخاطئ الواقع في هذه العبودية . أرسل ابنه لينقذه منها ، بل إن أول اسم حازه المسيح هو : مخلص ، جاء ليخلص شعبه من خطاياهم ، هذا هو عمله ، أمات الخطية وقام غالباً إياها ورفع عن الإنسان ثقلها ، وأعطاه جدة روحية في كل شيء : فكر جديد ، إرادة جديدة ، مشيئة جديدة . كل شيء قد صار جديداً للإنسان . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى