لأنكم جميعًا جسد واحد

 

“لأنكم جميعاً واحد في المسيح” (غل ۳ : ۲۸)

الأصل في الإنسان الجديد ، كخليقة روحانية جديدة للإنسان ، هو أنه على صورة خالقه . فإن كان لكل منَّا صورة المسيح ، فمن أين تأتي البغضة ؟ ومن أين يأتي الخصام والانقسام ، وهي أسلحة الشيطان الموروثة في الإنسان العتيق المتآخي مع الشيطان ؟

فإن كانت صورة المسيح هي ” مجد الله” حقاً ، فكل صورة له لابد أن تشع بالمحبة أو بالحب الجاذب ، كل واحد منا يرى أخاه المثل الأعلى الذي يتمنى أن يكون . وهكذا نتسامي في رؤيتنا بعضنا البعض ، ومن هذا الامتداد والتسامي في مجد الرب نزداد قُربى ونزداد ألفة وحباً واتحاداً . هذا هو عمل الإنسان الجديد المخلوق على صورة واحدة هي صورة مجد الله في وجه يسوع المسيح.

فغاية الإنسان الجديد حسب خلقته على صورة واحدة وحيدة هي صورة مجد خالقه ، مآلها حتماً إلى اتحاد بالضرورة بحسب جاذبية الحب والجمال في وجه المسيح الذي نشابهه في كل شيء حسب قول القديس يوحنا في رسالته : « والآن أيها الأولاد ، اثبتوا فيه ، حتى إذا أظهر يكون لنا ثقة ، ولا نخجل منه في مجيئه . إن علمتم أنه بار هو ، فاعلموا أن كل من يصنع البرمولود منه . انظروا أية محبة أعطانا الأب حتى نُدعي أولاد الله … أيها الأحباء ، الآن نحن أولاد الله ، ولم يظهر بعد ماذا سنكون . ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله ، لأننا سنراه كما هو! ” ( ایو ۲۸:۲ ) . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى