لأني لست أستحي بإنجيل المسيح
“لأني لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص ، لكل من يؤمن” (رو 1 : 19)
افتخار القديس بولس بأنه ليس خجلاً حين يبشر بالمسيح ، راجع إلى أنه يستمد قوة من ذاك الإنجيل الذي هو مصدر قوة الخلاص والحياة .
كان القديس بولس يستحي ويخجل من مرضه ؛ ولكنه هنا لم يستح من جروح الرب وصليبه أبداً . القديس بولس مات ، ولكن بقيت قوة الله التي كانت فيه والتي شددته حتى أكمل سعيه ، وهي باقية في أسفاره يغتذي منها العالم حتى الآن . قوة الله للخلاص ، أقوى من حياتنا وموتنا وأقوى من كل العالم ، لذلك لم يستح بإنجيل الله .
والإنجيل قوة الله ليس بمعجزاته ، بل باستعلان الله الذي فيه ، واستعلان قوته العاملة في كلماته وفي تسليمه الإنسان سر الحياة الأبدية.
أقول لك : إن كانت تعوزك قوة الله ، فتتلمذ على إنجيله ، اجعله درسك الليل والنهار : “طوبى للإنسان الذي يسمع لي ساهراً كل يوم ” ( أم 8 : 34 ) .
إنجيل المسيح ليس كلاماً للمعرفة ولا تعليماً للتهذيب والتقويم ، ولكنه هو قوة ، ولكن قوة الله تعمل في الذي يؤمن ، تعمل في كل المستويات في الفكر والوعي والشعور ، حتى في الجسد . لأن الإنجيل قائم على عملية تغيير كبرى بواسطة المسيح جازها المسيح لحسابنا ، من موت لحياة ، من حالة خطيئة ولعنة إلى حالة بر ومصالحة . هذا التغيير هو قوة عمل الله الخاص بنعمة خاصة تؤازر الذين يؤمنون.
المصدر الرئيسي لقوة الخلاص في الإنجيل هي في قوة قيامة الرب من الأموات . فالقوة التي أقامت الرب من الأموات هي بعينها قوة الخلاص في الإنجيل، وهي الآن ملء يديك وقلبك .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين