لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد
“لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد، لأن يسوع لم يكن قد مُجد بعد” (يو 7: 39)
ما هو مجد المسيح ؟ وما معنى “لم يكن قد مُجد بعد” ؟
أي لم يكن قد صُلب بعد . فالصليب كان هو المدخل لمجد المسيح .
هذا الارتباط موجود في حياتنا ، أي الارتباط بين أن يتمجد المسيح فينا وبين أن يُعطى الروح القدس لنا . فكيف يتمجد المسيح في حياتك ؟ هل صُلب المسيح في حياتك ؟ هل هو قائم الآن فيك وأنت فيه ؟ هل يعمل فيك بقوة ؟
ولكن ما معنى أن يُصلب المسيح في حياتي ؟ واضح أن كل من يشهد للمسيح ، يشترك مع المسيح في صليبه . والكل مدعو للشهادة ، وبالتالي للتألم مع المسيح ، وبالتالي يؤهل الجميع للروح القدس .
البعض يضعون الآلام على أنفسهم ، كأن يجاهدون جهادات جسدية بأصوام وأسهار وتقشفات كثيرة . هذا حسن جداً. ولكن ما هو أحسن منها : هو أن نقبل ما يصادفنا من آلام اضطرارية دون أن نئن منها أو نرفضها .
فصليب المسيح هذا وذاك : آلام إرادية ، وآلام غير إرادية . فالمسيح قبل الصليب ولكنه لم يصلب نفسه ، مع أنه كان مستعداً له . هذا هو تماماً موقفنا من صليب المسيح وآلامه : أن نكون مستعدين للآلام ، فإذا أتت لا نرفضها.
لا يمكن أن يتصالح الروح القدس مع إنسان يرفض الصليب ، أي يرفض الآلام الاضطرارية ، أو يستعلي على الآلام الجسدية . فالمسيحي مدعو أن يجاهد كجندي صالح ليسوع المسيح ، يتألم بإرادته ، ولا يرفض الصليب عندما تأتي ساعته .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين