لا يُبنى برج بحجرٍ واحدٍ!
القديس غريغوريوس أسقف نيصص
“ومن منكم وهو يريد أن يبني برجاً، لا يجلس أولاً، ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله” (لو 14: 28).
لا يحصن جندي جسده جزئياً تاركًا بقيته بلا حماية، لأنه ماذا ينفع التحصين الجزئي للجسم إذا ما صوب الموت نحو الأعضاء غير المحصنة؟
وأيضاً من يهتم بجمال هيئته جزئياً أن تشوه بسبب حادث؟ أليس بتر عضو من الجسم ينزع جمال الأعضاء السليمة؟
جاء في الإنجيل بأن الذي يحاول بناء برج فيبذل كل جهده في وضع الأساسات ولا ينتهي منها هو بالحق مستحق للسخرية.
ماذا نتعلم من مثل البرج سوى أن نجتهد ونتمم كل غايةٍ ساميةٍ حتى ننجز عمل االله خلال البناء المتنوع لوصايا االله؟ فمن المؤكد أن الحجر الواحد لا يقيم برجاً بأكمله، وهكذا طاعة وصية واحدة لا ترفع النفس إلى الكمال المطلوب.
على أي الأحوال لابد من وضع الأساس أولاً، ولكن كما يقول الرسول يلزم أن يوضع عليه بناء من الذهب والحجارة الكريمة (١ كو 3: 11- 13). إذ يصرخ المرتل قائلاً: “أحببت وصاياك أكثر من الذهب والحجارة الكريمة”
+++
لتدخل يا ابني مع بولس رسولي إلى أحشائي.
ولترتوِ نفسك بدمي الثمين،
فتنمو، ولا يتوقف نموك.
تشتاق حتى إلى قياس ملء قامتي.
+++
من كتاب لقاء يومي مع إلهي للقمص تادرس يعقوب ملطي