ليكن لكم إيمان بالله

 

” ليكن لكم إيمان بالله” (مر 11 : 22)

في الحقيقة إن أهم رباط يربطنا بالله هو الإيمان ، وهو الوسيلة الوحيدة المُعطاة للبشر لكي يرضوه ، حيث إنه ” بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه ” ( عب 6:11) . والإيمان هو باب الخلاص : « من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يُدن » . والشخص الذي يؤمن يستطيع أن يعمل كل شيء ؛ ليس في الأشياء المستطاعة لدى البشر فقط ، بل وفي الأشياء غير المستطاعة أيضاً .

ليس الإيمان شعوراً أو إحساساً أو عاطفة ، وليس هو دعوة مبهمة نحو أشياء غامضة ، وليس هو إرغام النفس للشعور بوجود الله والأشياء غير المنظورة . وليس هو احتيالاً على العقل للاقتناع بالخلاص والفداء . وليس هو انفعالاً داخلياً مصطنعاً لإراحة النفس من جهة ما هو غير مدرك بالحواس وأخيرا ليس هو كبتاً ومصادرة للشكوك التي تحوم حول المواضيع التي لا يقبلها العقل المادي بسهولة.

إذن ، ما هو الإيمان ؟

الإيمان هو تصديق العقل للحقائق الإيمانية في قبول ورضى ، بغير مقاومة أو فحص ، وأن يتخلى العقل راضيا عن كل قياس ومقارنة. والعجيب أن الشخص بعد أن يقبل هذه الحقائق الإيمانية بكل خضوع وتسليم ويستنير بالمعرفة الروحانية ؛ إذ به يرى أن كل قواه الفكرية والتصويرية إنما تزيد هذه الحقائق وضوحاً وثباتاً بل إنها أفاضت علي عقله اتساعاً ونمواً وتجديداً .

الإيمان الصحيح هو إيمان ثابت ، أما إذا كان إيماننا يتغير كل يوم حسب ما يقابلنا من ظروف محزنة أو مفرحة فنحن لم نؤمن بعد . لأن الإيمان الصحيح لا تزعزعه الأحزان ولا الأفراح تشدده .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى