ليكون على صورة جسد مجده
“ليكون على صورة جسد مجده” (في۲۱:۳)
التحول من الحياة حسب الجسد إلى الحياة بحسب الروح ، وإن ابتدأ كمحاولة بشرية ؛ إلا أنه لا يتم إلا بسر إلهي ، بقوة تُمنح من الله بالروح القدس ، في شخص يسوع المسيح الذي يملك وحده إعطاء البشرية ما لله ، إذ هو الوسيط الوحيد بين الناس والله.
الإنسان بإمكانياته الطبيعية أضعف من أن يسود على غرائزه أو يرتقي بها . ولكن بإلقاء رجائه بالتمام على النعمة ، واعتماده على قوة الله في شخص يسوع المصلوب ، يُحول كل إخفاقاته في طريق الجهاد مهما بلغت من اليأس ، إلى نصرة وسيادة في النهاية ، وذلك حينما تشرق عليه النعمة ويستعلن المسيح في حياة الإنسان وتفكيره وسلوكه.
والمسيح الذي وعد أن يعطينا النصرة على أهواء الجسد العتيق إن تمسكنا به بإيمان وثقة ؛ هو الذي سيضطلع أخيراً بتغيير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته (في ۳ :۲۱ ) .
ولكن لاحظ أن الصراع بين القديم والجديد داخل العقل والقلب والجسد والنفس بكل عملياته الداخلية الملحوظة وغير الملحوظة ، و المعروفة وغير المعروفة ، يشتد بقدر استضاءة الحق داخل قلب الإنسان . لذلك ؛ فالصراع الذي يعانيه أولاد الله في هذه اللحظات ، هو صراع مهول يتناسب مع جلاء الرؤيا أمامهم وإدراك الحق وصلابة أخلاقهم .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين